أبدى سكان العديد من أحياء بلدية حد الصحاري بالجلفة، استياءهم الكبير من الخرجة غير المتوقعة للمنتخبين المحليين بعد تخليهم عن ناخبيهم ومكافأتهم أو بالأحرى معاقبتهم بتركهم يتخبطون في العديد من المشاكل اليومية التي أثقلت كاهلهم أمام غياب تكفل حقيقي لتحسين مستوى الخدمات العمومية. ويقول السكان ل"النهار"، أن انتشار القمامات صار السمة المميزة لهذه الأحياء التي حولتها إلى ديكور متجدد مع حلول كل يوم جديد، الأمر الذي حول المدينة إلى أشبه بمزبلة نظرا لتراكم الأوساخ، لسيما في أيام الحر والتي قد تنعكس على صحة المواطنين الذين أبدوا تخوّفهم من احتمال انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة الأوساخ المتراكمة هنا وهناك والتي أصبحت ترسم ديكورا متجددا وحولت المدينة إلى مزبلة فوضوية، بالإضافة إلى التراكمات والحجارة والتي تسببت في الانتشار الواسع للحشرات السامة وسط المدينة، حيث أصبح سكان الجهة خاصة فئة الأطفال عرضة "للموت" بسم العقارب والتي كانت آخر ضحاياها طفلة في الرابعة من عمرها تقطن بحي العقيد لطفي دون تدخل السلطات المحلية. كما تعرف أحياء البلدية أزمة كبيرة في التزود بالمياه الصالحة للشرب والتي انعكست سلبا على وضعية العائلات والمواطنين خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز ال 40 درجة مئوية، وقد أعرب عدد كبير من سكان هذه الأحياء عن عميق استيائهم من جفاف حنفياتهم في وقت هم في أشد الحاجة للماء من أي وقت آخر، مبدين في الوقت نفسه تذمرهم من المنتخبين المحليين الذين يقفون وقفة المتفرج وهم رحلة بحث رفقة أبنائهم عن قطرة ماء من الأحياء المجاورة، حيث يبقون على هذه الحالة لمدة تزيد عن الأسبوعين في أغلب الحالات دون تحرك الجهات المعنية رغم الشكاوى الكثيرة والمراسلات المتعددة التي قاموا بإرسالها إلى السلطات المحلية، معربين عن عميق استيائهم من هذه الأزمة التي ضربت حيهم في عز الصيف، مبدين في ذات الوقت تذمرهم من أصحاب الصهاريج الذين استغلوا وضعهم ليرفعوا سعر الصهريج الواحد من مبلغ 600 دج إلى 1200 دج في ظرف وجيز. وحسب ممثلي السكان في حديثهم ل ''النهار''، فإنهم يطالبون السلطات المحلية والمعنيين بضرورة التدخل العاجل لإنقاذهم من العطش وذلك من خلال الحفاظ والسهر على توزيع المياه الشروب بالتوازي على جل الأحياء دون تمييز. من جهة أخرى، يعاني سكان بعض الأحياء الأخرى كحي العقيد لطفي، أحمد زبانا، هواري بومدين والجهة الشرقية لحي سي الحواس من مشاكل التهيئة العمرانية في ظل انعدام التكفل الحقيقي من قبل السلطات المحلية، ويطالب سكان المنطقة بضرورة برمجة مشاريع تنموية من شأنها أن ترقى بالمستوى المعيشي لسكان الجهة، والتي تتعلق بتهيئة الطرقات وكذا شبكة الصرف الصحي حيث دق السكان ناقوس الخطر في أكثر من مناسبة بعد تدهور الأوضاع البيئية جراء انتشار الأوساخ والقمامات التي صنعت ديكورا يوميا متجددا في غياب تفعيل الدور المنوط بمصالح البلدية ما انجر عنه أخطار صحية محدقة بالسكان ولسيما الأطفال الصغار... وكشفت زيارتنا للمنطقة مدى معاناة سكان الجهة أمام غياب سياسة تنموية واضحة المعالم في ظل تدني مختلف الخدمات العمومية المقدَّمة لسكان المنطقة، والذين أحسوا بأن منتخبيهم أصبحوا يتعمدون معاقبتهم دون أسباب، وأمام هذا الوضع يطالب سكان المنطقة السلطات الوصية وعلى رأسها المسؤول الأول على الهيئة التنفيذية بضرورة التدخل العاجل من أجل رفع الغبن عنهم قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.