ما تزال مدينة حاسي بحبح بالجلفة على كثافتها السكانية الهائلة وتاريخ نشأتها القديم ونسيجها العمراني الواسع وتموقعها على طرف الطريق الوطني رقم 01، تتصارع مع مشاكل أساسية في الحياة اليومية للمواطن، يفترض أنها قد تجاوزتها منذ زمن بعيد. تقع مدينة حاسي بحبح على بعد 50 كلم شمال ولاية الجلفة، وهي من أكبر مدنها وأقدم دوائرها وأكثرها حيوية ونشاطا، بحكم موقعها على مستوى الطريق الوطني رقم 01، وسوقها الأسبوعي للماشية الذي يقصده الموالون والتجار من كل الولايات، ونسيجها العمراني الذي يصل حدود ال 6 كيلومترات، وسكانها الذين يصلون عتبة المائة ألف نسمة وتاريخ النشأة الذي يقولون بأنه بدأ مع القرن الماضي، فضلا عما تزخر به من طاقات في ميادين متعددة فلاحية وثقافية ورياضية. ورغم هذه الخصائص والميزات، تبقى المفاجأة المؤلمة حينما يحدثك مواطنون من مختلف أحياء المدينة عن نقائص تمس ضروريات الحياة اليومية، على رأسها المياه الصالحة للشرب وما يلاقونه من معاناة في التزود بها على مستوى أحياء عديدة، من ذلك مثلا حي 05 جويلية الذي يضم أزيد من 675 سكن لا تصل به المياه إلى الطوابق العليا، ويضاف إلى ذلك حي بوعافية وأحياء الجهة الشرقية وحي المناضلين، الأمر الذي يدفع بالكثير من السكان إلى جلب المياه من خزانات المساجد القريبة أو الأحياء المجاورة. والمفارقة العجيبة التي تحدث عنها بعض السكان في هذه الأحياء أن مؤسسة الجزائرية للمياه تهدد بقطعها في حال عدم التسديد. ويضاف إلى هذا انعدام التهيئة بعدة أحياء، وعلى وجه الخصوص التهيئة الخارجية من ذلك مثلا حي 250 سكن الواقع على طرف الطريق الوطني رقم 01 والمقابل لمقر الأمن الحضري، إذ لا توجد به مسالك ممهدة أو معبدة، بل وأكثر من هذا تعاني المنطقة من مشكل ارتفاع مصبات المياه القذرة عن قنوات صرفها، مما يعرّض المياه للعودة إلى البيوت. كما اشتكى السكان من مشكل النفايات والقمامات التي باتت ترمى بشكل عشوائي عند مداخل المدينة وأطرفها، وهو ما يشوه المنظر العام، ويطرح مخاطر على مستوى الصحة والبيئة في موسم الحر.