دخول المرأة الجزائرية عالم الشغل لم يكن وليد العصر الحديث، فإذا كانت قديما تحرث و تزرع و تجمع الحطب و تنسج وفقا لمتطلبات ذلك العصر ، فإنها اليوم طبيبة و قاضية و محامية و أستاذة بالجامعة و أيضا إعلامية حين أبدعت أيما إبداع في هذا المجال الوعر و رفعت فيه اسم المرأة الجزائرية الإعلامية عربيا ودوليا... ولاية الجلفة التي تعتبر رائدة الإعلام الالكتروني و ما صاحبه من إعلام سمعي قد عرفت بعض الأسماء النسائية التي ساهمت في رسم ملامح الإعلامي الجواري المحلي ، و لا يمكن نسيان مع احتفال ولاية الجلفة اليوم كباقي ولايات الوطن باليوم الوطني للصحافة في مناسبته الأولى أول صحفية بولاية الجلفة السيدة "نورة بن يعقوب " رحمها الله ، التي قدمت الكثير للولاية و للمواطن الجلفاوي و إن كانت مثالا لكل إمرأة جلفاوية تريد الخوض في مهنة المتاعب خاصة . و لأن العلم الإعلامي الأكاديمي بدوره فتي بولاية الجلفة، إلا انه هو الآخر ساهم في طرح المواضيع العلمية التي تعنى بشكل كبير بقطاع الإعلام بالجلفة، بهدف المساهمة في تطوير المنظومة الإعلامية المحلية خاصة تلك التي تمس بقطاع السمعي الذي كان واجهة إعلامية مهمة من حيث تواجد منبر يعبر فيه المواطن عن مشاكله و فرصة لتتواجد المرأة الصحفية فيه ، لكن هذا لا يدعو للشك رغم التطورات الحاصلة أنه مجال يعاني من الثغرات الاجتماعية و المهنية و القانونية التي تعرقل سير المهنة بشكل عام فما بالك إن ولجت المرأة المهنة ؟ ! لعل هذا الطرح كان موضوعا ضروريا خاضت فيه إحدى الطالبات المتخرجات من جامعة الجلفة في تدرج ماستر تخصص سمعي بصري و هي الطالبة " عائشة جريبيع" التي ذكرت أن إشكالية الدراسة جاءت من باب محاولة إبراز واقع المرأة الإعلامية في الإذاعات المحلية في الجزائر، حيث هدفت الدراسة الى التعرف على مدى تأهيل المرأة الصحفية في الإذاعات المحلية للعمل و رصد انشغالاتها و اهتماماتها والتعرف على الواقع المهني و الإداري و الاجتماعي و القانوني للمرأة الصحفية العاملة في الإذاعات المحلية في الجزائر و فتح مجال المقترحات للصحفيات للنهوض بواقعهن الإعلامي. و استندت الدراسة كنموذج عيني على الصحفيات العاملات في كل من إذاعتي الجلفة و الأغواط باعتبارهما من إذاعات الجنوب و إذاعتي المديةوالبليدة باعتبارهما من إذاعات الشمال و رصدت البحث بأسلوب مسح جميع الصحفيات العاملات على مستوى هذه الإذاعات و التي بلغ عددهن 48 صحفية ، 13 صحفية بإذاعة الجلفة و 15 بإذاعة البليدة و 10 صحفيات في كل من إذاعة المدية و الأغواط باستثناء 3 صحفيات غبن عن الدراسة بسبب عطلة الأمومة . و قد وصلت الدراسة في نتائجها أن اغلب الصحفيات العاملات بالإذاعات المحلية تترواح أعمارهن ما بين 24 الى 32 سنة كما أن اغلبهن يحملن شهادة علوم الإعلام و الاتصال ما يشكل ذلك تكافئا بين العامل الشبابي و التخصص الذي يتوقع أن يترتب عنه منتوج جيد يحظى به المستمع، و قد أكدت غالبية الصحفيات أن الراتب الشهري الذي يدفع لهن مناسب مع وضعهن العملي، كما أنهن لقين الدعم الكلي من قبل الأسرة بنسبة كبيرة وصلت الى 90 % و هن متفائلات بخصوص نظرة المجتمع الايجابية لهن، في حين أن غالبية الصحفيات بنسبة 60 بالمائة لم يتحصلن على ترقية ما جعل الباحثة تقترح ضرورة إعادة المؤسسات الإعلامية النظر في فرض الترقيات موازنة بسنوات الخبرة ، في مقابل ذلك جاءت معرفة الصحفيات بالإجراءات القانونية الإعلامية بنسبة 57% بالمئة . و فتحت الدراسة المجال أمام الصحفيات المشاركات في العمل الأكاديمي للمشاركة في وضح بعض الحلول و المقترحات حيث تم التركيز على جدوى إسهام المؤسسات الإعلامية بجدية في الخلاص من أوجه التمييز الذي يمارس ضدهن في بعض المواقف و جاء الحرص على التدريب الإعلامي للصحفيات بنسبة 71 % بالمائة كونه ضرورة ملحة للرقي بالمهنة .