إنّ تغييب اللّغة العربيّة في التّربية يُعدُّ خطرًا جسيمًا على المشهدِ التّعليمي؛ و التّنويه بالنّظرياتِ التّربويّة العالميّة _ من قبيل تلقيح التّعليم _ خطوةٌ و لا شكَّ ناجعةٌ ،و لكنْ منَ الخطورة بمكانٍ أن نهتمّ بالنّظرية و نتناسى دور الوسيلة المؤديّة إلى تحقيقها ؛و ما حدث في اليوم الثاني بعاصمة الولاية "الجلفة "من احتجاجٍ للأساتذة المكوّنين في مسابقة رتبة مفتشيّ التّعليم الابتدائي - تخصص لغة عربيّة - اجتيازًا لامتحانِ التّخصّص " اللّغة العربيّة " يدعُو إلى التّساؤل المشروع التّالي : _ على افتراض أنَّ مادةَ التخصّص (لغة عربية) تنزعُ إلى آفاقَ أوسعَ خارجَ مجالِ توظيفاتها البلاغيّة و النّحويّة و الجماليّة مثل مادّة"علوم التربية"،فهل يمكن للمُفتّشِ _ الذي تنقصُه القواعدُ التي يتعامل بها يوميًّا داخلَ إطار المجال التّربويّ و التّعليميّ _ أن يحقّقَ ما سطّرته إستراتيجيّةُ التّربيّة و التّعليم في ظلِّ احتياجِه و عوَزه المستطيرِ للّغةِ يوجِّه بها غيرَه و يقوِّمه، طبعًا و المقصود بهذا "الغير" الموجَّه ب"المعلّم" الذي بدوره سيكون موجِّهًا و راشدًا للمتعلّم ،الذي يراه مثلا يُحتذى به ؟.. و ماذا لو قام أحدُ المفتّشينَ بزيارةٍ توجيهيّةٍ تربويّةٍ، و كان المعلّم الذي يزورُه أفصحَ و أبلغَ منه ، فهل ستشفع نظريّاتُ علوم التربية للسيّد المفتّش؛ و لغتُه العربيّةٌ عرجاءُ ، تحتاجُ إلى عناية و تربيّة و توجيه...؟! ..سؤالٌ يُبقي اللّغةَ العربيّة في خبر كان إلى إشعار آخر.