مقر بلدية حد الصحاري من روايات السلف، أنّ في سنوات الخمسينيات وحتى السبعينيات، كان أحدهم وخاصة أصحاب البادية، عندما يذكر المرأة ، يقول: حاشاك المرأة !! و إذا ذهب إلي البلدية يستحي أن يذكر اسم أمه، أو زوجته، أمام عون البلدية . تلك كانت سلوكات ولّت وأكل عليها الدهر وارتوى، لكن يبدو أن هناك من المخلوقات من يريد أن يعيدنا إلى العصر الحجري، وهذا ما حصل في حد الصحاري. في لقاء والي الجلفة مع المجتمع المدني لدائرة حد الصحاري يوم 27. 01 .2014 بثانوية المجاهد الكبير سعيد أيت مسعودان ، أول طيار في الجزائر. فًتح المجال لمختلف شرائح المجتمع للتكلم بكل حرية ، وتقديم انشغالاتهم ، فتكلم الأغلبية وهم رجال ، إلا أن أرسلت إحدى المنتخبات رسالة للوالي عن طريق مساعديه ، تخبره فيها أنها تريد أن تتدخل ، فسارع الوالي المحترم إلى المناداة عليها ، وقال هذه المتدخلة الوحيدة في القاعة، فلماذا لا توجد متدخلات أخريات يتطرقن إلى مشاكل المرأة !!! وعندما تدخلت هذه المنتخبة الشابة، قالت للسيد الوالي: أنا أتكلم باسم 5 منتخبات لا نملك أية صفة في البلدية لأنه تم تهميشنا في البلدية وليست لنا أية مهام منذ بداية العهدة ، ونريد أن نعمل أو نقدم خدمة ولو بسيطة لمواطني البلدية والذين وضعوا ثقتهم فينا، والغريب في الأمر أن حتى هذا اللقاء لم يتم إشعارنا به ، وحضرت بصفة شخصية .!!! فعقب عليها الوالي ، وقال : ما بكم تهمشون المرأة ، فالمرأة أثبتت وجودها ، والدليل أن هناك العديد منهن معي في الوفد ، وكان يقصد ، مسؤولة بسونلغاز ، ومديرة انساج ، ومسؤولة خلية الإعلام بالولاية ومديرة الوكالة العقارية. وبعدها أمر الوالي ذلك "المير" الذي يرجع إلى العصور الوسطى، باشراك المنتخبات ، ومنح إحداهن تسيير الفرع البلدي ، فكان ذلك المير يبتسم ويتصرف كمشجعي كرة القدم ، حيث كان يصفق كثيرا متمايلا إلى الوراء بجسده الضخم ، والحمد الله على أنه لم يسقط من الكرسي، ومما تذمر منه الوالي ،هو ركود رئيس الدائرة الذي لم يزر ولو حيا واحدا منذ تعيينه ، ويظهر أنه جاء ليأخذ التقاعد في حد الصحاري فظل يقبع في مكتبه ، ولا يدري ما يجري حوله تاركا المير وحاشيته يفعلون ما يحلو لهم مع تهميش 5 منتخبات تفاديا للإزعاج أثناء التداول، و(الفاهم يفهم). هذه المرأة التي كرمها الله، وأوصى عليها الرسول في العديد من الأحاديث، تهان من اللئام بعد 15 قرنا من ظهور الإسلام !!! ولأن الأغلبية من النساء المسؤولات لا تحب الفساد ولا تتقاضى الرشوة ، عكس الرجال، والدليل هو القضايا المودعة في المحاكم ، حيث قلما نجد امرأة مسؤولة متورطة في الفساد الإداري ، وبينما 98 بالمائة المتورط فيها مسؤولون رجال ، وهذه حقيقة مرة. المهم في هذه الحادثة أن وجود منتخبات في بلديات صغيرة متعفنة بالتسيير الأعرج، أصبح يزعج أصحاب المصالح بحجة أن المجتمع محافظ، ويتناسون أن زميلاتهم الخمسة تم انتخابهم من طرف نفس المجتمع الذي يعيشون فيه، ولم ينزلن من المريخ كمخلوقات غريبة !!! شكرا لك أيها الوالي على عفويتك وإنصافك للمرأة والضعفاء بصفة عامة، وشكرا لك أيتها المنتخبة الشابة التي كنت في غاية الأدب والصراحة. أما أنت أيها المير فستذهب إلى مزبلة التاريخ مع رئيس دائرتك كما ذهب من سبقوكما، وشكرا لك يا صحافة على تنبيه الوالي.