قالت العرب سابقاً: جيش من الأرانب يقوده أسد.. خير من جيش من الأسود يقوده أرنب!!.. وزادت عربنا (تاع هذا الوقت) وفي كل خير ؟!!.. لا يميّز أغلب العامّة بين القائد والمدير؛ رغم أنّ هناك فرقا كبيرا بينهما، فالمدير هو من يملك سلطة إعطاء الأوامر، بينما يملك القائد القدرة على التأثير على الآخرين؛ فالقيادة كما يعرّفها مختصو الإدارة هي: "القدرة على التأثير في الأفراد لتحقيق الأهداف بمحض إرادتهم".. في هذه الفترة الحرجة، والظروف الحساسة، التي يمر بها المجتمع وكافة مؤسساته، هل نحن بحاجة إلى مدراء أم إلى قادة ؟!!.. من أعلى هرم السلطة إلى أدنى قاعدة شعبية، تزدحم مؤسساتنا بالمدراء والمسؤولين، دون أن يكون لأغلبهم تأثير إيجابي على الأداء، بل ينخرط أغلبهم في دائرة الفساد المقنن، بمحض إرادته أو تحت ضغوط ومساومات.. والأكثر من ذلك بلاءً حين يعتمد معيار (نتاوعنا) الفاسدين للتعيين أو الترقية في تلك المناصب والرتب؟!.. إنّ من أهم أبعاد القيادة الغائبة عن مسؤولينا، المعرفة والثقة؛ معرفة المعلومات وتدفقها صعودا ونزولا، وتشييد جسور الثقة مع المرؤوسين والمواطنين في تصرفات المسؤول، وشعوره بانشغالاتهم وتحسس تطلعاتهم وتبني خياراتهم ؟!؟!.. صحيح أنّ القيادة هي فن وموهبة لا يتمتع بها جميع الناس؛ لكنه صحيح أيضاً أنّ الإدارة والمسؤولية – في أوطاننا – هي حكر وتداول لدى بعض الناس فقط، لاعتبارات لا تمت بصلة إلى المعرفة ولا الثقة؟!.. ومهما اختلفت النظريات والآراء المبررة لنمط القيادة، ومهما تعددت مدارس ومرجعيات التكوين لمدرائنا، فإننا لسنا بحاجة إلى مدراء خانعون انعدمت في ضمائرهم روح المبادرة، بائعون لذممهم مشاركون في الطاعون الإداري الذي ينخر جسد الأمة؛ وإنّما ما هو مطلوب منا في هذا الظرف العويص هو اختيار قادة قادرون على تحمّل أعباء المسؤولية، قادرون على الموازنة بين ضغوط الواقع وآمال المواطنين.. إننا نحتاج وباختصار شديد إلى أُسود، لا إلى أرانب سباق ؟!!؟!.. (*) جامعة الجلفة