من المتوقع أن ينتهي مسار الفريق الوطني لكرة القدم في مونديال جنوب إفريقيا يوم الجمعة المقبل، وحتى إذا لم ينته يومذاك، فإن المشوار سينتهي غداة ذلك. ولسنا بحاجة لكي نكون خبراء لكي نفتي في لعبة الكرة، لأنها لعبة شعبية، وكل الجماهير يملكون فيها بعض الفقه. وعندما يتعلق الأمر بالفريق الجزائري، فإننا لا نحتاج إلى فقه كبير لكي نعرف مستوى كل لاعب، ومن هو الجدير باللعب والجدير بمقعد الاحتياط والمؤهل للإبعاد. كل ما كان ينقص الفريق الوطني هو »القيادة«، لأن التعثر الحاصل لا يمكن إيعازه للاعبين، إنما لقيادة الفريق التي أساءت التصرف. حسب القاعدة الأساسية في »علم القيادة« فإن »جيشا من الأرانب يقوده أسد أفضل من جيش من الأسود يقوده أرنب«. إن قيادة الفريق الوطني مسؤولة عن الفشل، وإذا تحققت« معجزة « فإن الفضل فيها يعود للاعبين دون سواهم. اللاعبون قضوا مشوارا طيبا، منذ التصفيات، وبفضلهم امتلكت الجزائر فريقا بحاجة لقيادة كفؤة لكي تحقق النتائج المأمولة. ومهما يكن الأمر، فإن مشوارنا سينتهي قريبا، وحينها ننزل من السماء التي كنا نحلم فيها، إلى الأرض التي نعيش واقعها، سوف نودع الكرة ونستقبل الحياة. عام كله قضيناه في عالم »الدبوخة«، عام كامل أهدرناه في تحليل النتائج ، حول بعينه أضعناه في تتبع الحالة الصحية للاعبين.. الآن ستبدأ الحياة. مباشرة بعد يوم الجمعة القادم، وعلى الأكثر مباشرة يوم 23 جوان القادم، سنبدأ الحديث عن قضايا الحياة. شهر رمضان يحل بيننا يوم 10 أوت القادم، ومنذ الآن بدأ الحديث عن غلاء المعيشة، وعن استيراد اللحم من السودان، وعن قفة رمضان، وعند منتصف رمضان سيبدأ الحديث عن عيد الفطر، وعن كسوة العيد، وبعدها بقليل سيجد الشعب نفسه في مواجهة متاعب الدخول المدرسي، من الابتدائي إلى الجامعة، وحينها سيبدأ مشكل »المآزر« وكيف يكون لونها: أزرق أم وردي أم أسود، أم بدون لون وطعم مثل الماء الصالح للوضوء. عندما تنتهي الكرة، لا يجد الناس شيئا يلتهون به، سوف يصطدمون بشكل مباشر بالواقع الاجتماعي الصعب. انتهت الكرة، لتبدأ الحياة .. متاعب الحياة.