طالب عشرات الحجاج من ولايات غرب البلاد، الذين عادوا مؤخرا من البقاع المقدسة، بفتح تحقيق حول ممارسات بعض أصحاب الوكالات السياحية التي أوكلت لها مهمة التكفل بالحجاج لهذا الموسم، حيث فرضت إحداها مبالغ مالية إضافية على الحجاج خارج المستحقات الرسمية المقررة، وقالوا إنهم كانوا ضحايا احتيال صاحب إحدى الوكالات السياحية بالجلفة. عبر عدد من الحجاج في تصريح ل ''الخبر'' عن استيائهم من سوء الخدمات وانعدامها أحيانا بالأراضي المقدسة نتيجة تحايل إحدى الوكالات السياحية، رغم أنهم دفعوا لصاحبها مبالغ إضافية قبل السفر من أجل راحتهم. وحسب الحاج احمد من الشلف ''فإن وكالة سياحية من ولاية الجلفة التي تكفلت بنقلنا، فرضت علينا مبالغ مالية إضافية تراوحت بين 15 ألف و20 ألف دينار لكل حاج مقابل وعود بتقديم خدمات أحسن. غير أننا تفاجأنا بانعدام هذه الخدمات تماما خاصة في منى وظروف الإقامة في مكة. وقد أصيب حاج من وهران بصدمة عندما تم حشره في غرفة ضمت 6 أشخاص لا يعرفهم رغم أنه دفع مبلغ 30 مليون للوكالة السياحية من أجل تخصيص غرفة لأفراد عائلته. غير أنه لم يجد آذانا صاغية حين حاول الاستفسار عن هذه الممارسات التي وصفها بأنها احتيال على زوار بيت الله الحرام وعلى أرضه المطهرة''. ذكر محدثنا أن صاحب الوكالة السياحية قام بحشر أكثر من ستة حجاج في الغرفة الواحدة في حين أنها لا تتسع إلا لشخصين. وعلم محدثنا، كما قال، أن مسير هذه الوكالة تحصل على مبالغ مالية كبيرة بعد إعادة تأجير الغرف المحجوزة باسم حجاج جزائريين لفائدة حجاج أجانب من الأثرياء مقابل العملة الصعبة، مما ضاعف من مداخيله. ولم يخف الحاج الجيلالي دهشته من العناية الخاصة التي حظي بها الحجاج الذين وضعوا بإحدى الغرف التي زارها الشيخ بربارة مدير ديوان الحج. وقال ''شاهدنا ذلك عبر التلفزيون وقد ذهلنا لهذا التزييف للواقع الذي كان عكس ذلك تماما لأن كل ما اطلع عليه الشيخ بربارة كان تزييفا للحقيقة..'' وأشار المتحدث ذاته إلى أنه استفسر من حجاج تكفلت بهم وكالة أخرى، لكن تفاجأ عندما علم بأنهم دفعوا المستحقات الرسمية فقط دون زيادة واستفادوا من الخدمات المطلوبة. وعبر محدثونا عن أملهم في أن تتحرك السلطات الوصية لوضع حد لهذه البزنسة التي تتم باسم أقدس الشعائر الإسلامية.