صدر مؤخرا للكاتب المبدع بشير خلف كتاب بعنوان "على أجنحة الخيال" وهو حديث في الفكر والأدب والجمال ومفاتيح المعرفة، من الحجم الكبير في شكْل مجلّد يقع في 423 صفحة، وقد صدر عن وزارة الثقافة "المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية"E.N.A.G، وفي إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وقد تضمن الكتاب ستة محاور، الأول بعنوان "يا وطني أراك إلاّ فردوسًا" يوحي بدلالة التعلق بالمكان ورمزيته القوية ليكون الفردوس الذي يلملم حلم المحب، أما المحور الثاني فجاء بعنوان "أشرعة الجمال والفنّ"، ثم يأتي محور آخر يخصصه الكاتب حسب دلالته نحو ما نتج من معرفة وما تراءى له مخبرات ثقافية وقد عنونه ب"قراءة في كتب"، ثم يجيء المحور الرابع بعنوان "أجنحة الخيال"، يليه المحور الخامس "لعبة الكتابة" القريب من خلال عنوانه من أجواء لعبة الأدب، ثم المحور السادس "مفاتيح المعرفة". وقد جاء في مقدمة الكتاب أنه "إذا كانت الوسائط المعرفية الحديثة هي الخزانة التي تحفظ الخبرات المتراكمة للإنسانية، فإن القراءة هي المفتاح الذي يتيح الانتفاع بهذه الخزانة.. إن القراءة الواسعة العميقة الشاملة لتراث البشرية، هي التي تجعل الإنسان عالميا يتجاوز الألوان، والأجناس، والألسن، والمعتقدات.." هذا ويعتبر الكاتب بشير خلف من الكتاب المتميزين في الجزائر، من مواليد 1941م بقمار، ولاية الوادي، تلقّى تعليمه الأوّلي في الكُتّاب، وحفظ القرآن الكريم في سنّ الحادية عشر، حكمت عليه السلطات الفرنسية سنة 1960 ب 15 سنة سجنا لمساهمته في الثورة التحريرية بعنّابة، وعمره حينذاك ما تجاوز 19 سنة، تحرّر من السجن في ماي 1962، وقد استفاد من مكوثه في السجن، حيث أخذ قسطا كبيرا من التعليم على أيْدي أساتذة أجلاّء مسجونين في سجن تازولت (لامبيس سابقا)، أغلبهم من جمعية العلماء. كما يعتبر الكاتب بشير خلف عصامي التكوين، ولم ينتسب إلى أيّ معهد، تحصّل على البكالوريا في ماي 1972، وشهادة التفتيش وإدارة المعاهد التكنولوجية سنة1979 بالجزائر العاصمة. من جهة أخرى فقد مارس أعمالا متعددة، حيث انتمى إلى التربية والتعليم كمعلّم في 25 / 09 / 1964 بعنابة، ومفتش للتربية والتعليم الأساسي منذ سبتمبر 1978 حتى تقاعده في 01/ 10 / 2001. كما أن له نشاطات أدبية وفكرية مختلفة، فقد نُشِرت له أوّل قصة قصيرة في صحيفة " النصر " سنة 1973، وقد نشر فيما بعد في الصحف الوطنية مثل جريدة النصر، والشعب، والمجاهد الأسبوعي وغيرهم. وقد ساهم أيضا بالكتابة في مجلات مختلفة مثل مجلّة " آمال" ومجلّة "الثقافة" التابعتيْن لوزارة الثقافة في السبعينات، والثمانينات، ونشرت له مجلّة الرؤيا (مجلّة اتّحاد الكُتّاب الجزائريين) .مجلّة الأديب البيروتية لصاحبها المرحوم" ألبير أديب". ينشر حاليا في العديد من المواقع الإلكترونية، منها ديوان العرب، ضفاف الإبداع، مجلة أصوات الشمال، الحوار المتمدن، مجلة أقلام .وله مدوّنة يستعرض فيها الحركة الثقافية بولاية الوادي عنوانها (سوف. أوراق ثقافية)، ومن إصداراته، "أخاديد على شريط الزمن" (في عدد خاصٍّ) عن وزارة الثقافة سنة 1977، ثمّ عن المؤسّسة الوطنية للكتاب سنة 1982، "القرص الأحمر" وهو مجموعة قصصية 1986، "الشموخ" مجموعة قصصية عن الجاحظية 1999، "الدّفْء المفقود" مجموعة قصصية عن الجاحظية سنة 1999، "ظلالٌ بلا أجساد" مجموعة قصصية وزارة الثقافة 2007، "الكتابة للطفل بين العلم والفن" دراسة صدرت عن وزارة الثقافة2007، "الجمال فينا وحولنا" دراسة صدرت عن وزارة الثقافة2007، "الجمال رؤيةٌ أخرى للحياة" دراسة صدرت أيضا عن وزارة الثقافة 2007، "الفنون لغة الوجدان" دراسة 2008، "الفنون في حياتنا" دراسة 2008، "وقفات فكرية". "حوارٌ مع الذات ..وخزٌ للآخر" 2008. ومن خلال هذا السجل الحافل كرّم من طرف رئيس الجمهورية (1987) في إطار تكريم الأدباء والفنانين بمناسبة الاحتفاء بعيد الاستقلال. كما كُرّم من طرف رئيس الجمهورية(2002) بمناسبة الاحتفاء بعيد الاستقلال، ومن طرف وزير التربية الوطنية بالجزائر (1996) في إطار منْح " وسام المربّي " بمناسبة الاحتفاء بعيد العلم. كما كرّمه اتحاد الكُتّاب الجزائريين في مارس 2001، ومن طرف صالون الإبداع بدار الثقافة بالوادي(مارس 2001) رفقة الشاعر الدكتور أحمد حمدي، وبحضور نخبة من المثقفين منهم: الطاهر وطّار، عز الدين ميهوبي، الدكتور العربي زبيري، الدكتور سليمات الشيخ وهو وزير سابق. انتسب الكاتب إلى عدة مؤسسات وجمعيات فكرية، منها اتحاد الكُتّاب الجزائريين منذ عام 1973، اللجنة المديرة لاتحاد الكتاب الجزائريين 77 79 ، ثم أمين ولائي لفرع اتحاد الكتاب الجزائريين بولاية الوادي في الثمانينيات، وعضو مؤسس للجمعية الوطنية الثقافية " الجاحظية " مع الكاتب والروائي الطاهر وطّار سنة1990، ومساهمات ونشاطات أخرى.