تعتبر الجلفة منطقة رعوية محضة حيث مناخها شبه الجاف وطبيعة التربة بها تحافظ على الثروة الحيوانية التي تمتاز بها وهي النعجة والتي هي من ارقي الأصناف والسلالات بالعالم تسمى بالحمر و الجلالية كما ان مهنة الرعي المهنة الأولى لأصحاب المنطقة والتي لم تعد تستهوي الكثيرين حيث تخلى عنها بعض الموالين بسبب الإرهاب بحثا عن الأمن والأمان وساعد اندثارها هروب الشباب من مهنة الأجداد بحثا عن حياة التمدن للعمل كسائقي النقل الحضري او فتح تاكسي فون...... . يعتبر الرعي صناعة بالمفهوم العصري الواسع اهتم به الغرب وأعطوه حقه كصناعة وكتجارة. مستثمري الجلفة وبكثير من المناطق غيروا الأماكن الرعوية بمزارع للزيتون التي أصبحت موضة العصر بالمنطقة كان يقال زيت القبائل واليوم لم يعد حكرا للمناطق الشرقية بالجزائر حيث نجحت زراعة شجرة الزيتون بعين وسارة وعين الإبل وكذا حاسي بحبح حيث استعان البعض بالدعم الفلاحي الذي اثبت نجاحه خاصة بهذه الزراعة . و رأى فيها المستثمر فرصة بسبب تلاؤم الشجرة مع التربة وطبيعة المناخ إضافة الى سهولة التعامل معها والربح السريع المنتظر . ورغم وجود الزيتون بقلب الولاية الا ان سعره لم يتغير وبقي باهظا فقيمة اللتر الواحد تبلغ 400دج فهو من جهة غذاء صحي ومن جهة دواء لعدة أمراض أما ثمار الزيتون فقد بلغ ثمنه حوالي 350 دج للكغ. أملا في نزول الثمن بعد التتويج الذي نالته شجرة الزيتون التي قبلت منطقة أولاد نايل بثمارها الطيبة . ويبقى الرعي هو مهنة الجلفة وتبقى الجلفة بلاد الشيح والحلفاء منطقة رعوية مهمة لحماية النعجة بالجزائر. فالجزائر لا تستغني عن اللحوم الحمراء وتستوردها بكثرة من الخارج حتى أنها اعتمدت على اللحوم المجمدة لتلبية حاجة المواطن البسيط وكانت هذه اللحوم سيدة المائدة رغم أن الماء بها اخذ كل الثقل واخذ مذاقها وقيمتها الغذائية ليجد المواطن قده أوهم نفسه بأكل اللحم في حين أن هذه الثروة مازالت حية تنتظر من يستثمر بها فلطالما كانت أسمى مهنة اعتز بها العرب كاعتزازهم بنبيهم الذي كان راعيا وورثها أولاد نايل لكي لا يتركوها ويأكلوا المجمدة مع حياة التمدن لان الرعي كصناعة لا يتنافى والرقي بل يتماشى معه .