أفادت مصادر محلية ل''البلاد'' بأن سكان بلدية المجبارة، 23 كلم جنوب عاصمة ولاية الجلفة، انتفضوا مساء أول أمس محتجين أمام الفرع الصحي ''المريض'' على إثر وفاة فتاة تبلغ من العمر 16 سنة تم نقلها على جناح السرعة بعد تعرضها لأزمة ربو إلى فرع المؤسسة الاستشفائية، وهناك وقفت عائلة الفقيدة على أن الفرع بقي عاجزا عن تقديم أي خدمة طبية نظرا لافتقاره كل الضروريات وحتى البديهيات الطبية· وتؤكد المصادر ذاتها أن الفتاة ظلت فترة من الزمن تصارع ألمها ومرضها وحدها من دون تقديم أي مساعدة تذكر· ومع أن الممرض الوحيد هم بإحضار الطبيب إلا أنه لم يلحقها حيث كانت الفتاة قد أسلمت روحها لبارئها· السكان وبعد أن انتشر خبر وفاة الفتاة خرجوا مدججين بغضب كامن وتوجهوا نحو فرع المؤسسة الاستشفائية، مطالبين بضرورة معاقبة المتسببين عن هذا الإهمال والتحقيق في مسألة وجود هذه المؤسسة من الأساس باعتبارها عجزت عن تقديم المساعدة، متسائلين عن حقيقة ''أسطوانة'' أن كل شيء على ما يرام· وهو ما جعل مسؤولي المؤسسة الاستشفائية يتجهون إلى البلدية والدخول في حوار معهم، علما أن مصالح الدرك كانت حاضرة بالمكان مخافة تطور الأمور· وأضافت مصادر كانت حاضرة في عين المكان أن المسؤولين وعدوا بالتحقيق ومعاقبة المتسببين في الأمر إن اتضح أن في الأمر إهمال واضح· تجدر الإشارة في الأخير إلى أن مصالح الدرك على مستوى بلدية المجبارة فتحت تحقيقا في هذه الحادثة في الوقت الذي تم فيه نقل جثة الضحية إلى البليدة لتشريحها من قبل الطبيب الشرعي لتتبين حقيقة الوفاة· من جهة أخرى، لا تزال وضعية المئات من أهالي الضحايا بولاية الجلفة مبهمة جراء عدم وجود طبيب شرعي بولاية الجلفة، حيث تلجأ المصالح الاستشفائية إلى ''تسفير'' الجثث نحو ولايات الشمال لعرضها على الطبيب الشرعي من أجل التشريح والتأكد من أسباب الوفاة كقضية حال بلدية المجبارة، حيث عاش المئات من الأهالي على وقع هذا الأمر، وكم من ''جثة'' ظلت مسافرة عشرات الكيلومترات بحثا عن طبيب شرعي من الأغواط وإلى ولاية البليدة لتظل ولاية الجلفة دون هذه الخدمة بعد أن تم توقيف الطبيب الشرعي عن مهامه·