الطريق إلى "الصفي" صعوبة كبيرة عشناها ونحن نقطع الطريق المؤدية إلى منطقة "الصفي"، الواقعة غرب مقر الولاية وتبعد عنه بحوالي 30 كلم، منها 07 كلم غير معبدة وهي عبارة عن طريق ثانوية مؤدية إلى منطقة "الصفي" انطلاقا من طريق الشارف على مستوى "باب مسعود". رحلتنا تزامنت مع أول سقوط لزخات المطر، سرعان ما تحول هذا الجزء من الطريق إلى أوحال كثيفة، يجد السائق صعوبة في التحكم في مركبته، و يبقى المنقذ في مثل هذه الحالات الجرار. وصولنا إلى القرية كان بصعوبة بالغة وكان تخوفنا من العودة أن تتقطع بنا السبل وما استغرقناه في ربع هذه الطريق الى الصفي كأن زمنه أضعاف مضاعفة من زمن الطريق ككل ،وما أن وصلنا المنطقة حتى تحولق حولنا سكانها، منددين بتجاهل منطقتهم التي أصبحت -حسبهم- شبه معزولة بعد تساقط الأمطار الأخيرة وهي الحال في بقية الفصول، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، وأكدوا أنهم لم يتركوا جهة إلا وقدموا لها شكاويهم... المنطقة، يقول الساكنة، أن بها أكثر من 50 عائلة تعيش على الرعي والفلاحة، الفرع البلدي الوحيد غير مستغل بالمنطقة لم تفتح أبوابه منذ 03 سنوات تاريخ إنشائه، كما أن المدرسة الوحيدة المكونة من حجرتين لجميع أقسام الابتدائي بها 50 تلميذا مازالت تشكو عجزا في التأطير بنقص المعلمين وحتى الهيكل والمراحيض .... وأمام انعدام المرافق الأخرى وسوء الطريق يقول الشاب "بوزيد" لم نجد أمامنا نحن الشباب إلا الهجرة إلى المدينة، مضيفا، أن الكثير من ساكنة هذه المنطقة هاجروا إلى مدينة الجلفة واتخذوا مساكن لهم من الفوضوي، خاصة الشباب منهم ولم يبق في المنطقة إلا الشيوخ، ويضيف "بن يطو" وهو رئيس جمعية لو اهتمت السلطات فقط لمطالبنا وعلى رأسها الطريق لوفرت علينا الجهد، وساعدت شبابنا في البقاء في المنطقة، أو على الأقل الرجوع إليها بعد ساعات العمل، وعدم هجرتها، وأضاف أن المنقذ الوحيد لدينا هي الجرارات وخصوصا في حالات المرض والولادة، وإيصال المؤونة وقارورات الغاز.. هي معاناة يومية زادت في حجمها غياب الطريق. اختصرنا رحلتنا بعدما تلبدت السماء و تركنا المنطقة خوفا من تقطع الطريق لأن بها أودية كثيرة وجسور مهترئة وأثناء عودتنا وعلى مستوى وادي باب مسعود وجدنا أمامنا سيارات عالقة لم تستطع اجتياز الوادي لكثرة الأوحال ولولا تعاون المواطنين لبقينا عالقين معهم. إذا هكذا كانت رحلتنا إلى منطقة "الصفي" التي حملنا سكانها رسالة استغاثة للجهات المعنية وعلى رأسها السيد "عبد القادر جلاوي" والي الجلفة، يطالبون منه التدخل وفك العزلة عن منطقتهم التي تعتبر سياحية بمناظرها الخلابة وقد تكون مقصد العائلات للتنزه إن سويت الطريق.