ما فعلته اسرائيل ليس غريبا ولا جدبدا إلا في انه كشف عورة ادعاء الحرية إذ أنها لم تفلح هذه المرة في تظليل الرأي العام العالمي وإقناعه بأنها حمل وديع كما كانت تفعل من قبل عندما ترتكب مجزرة ما وتتقمص شخصية . فإغارتها على أسطول الحرية وقتل ناشطين عزل في المياه الدولية كشف القناع عنها وقلب مائدة الكذب في وجهها وأمسك بها متلبسة بالجريمة . رغم هذا فإننا لا ننتظر شيئ من الدول العربية لأننا ندرك بأنها لن تتحرك ولن تأخذ أي موقف في وجود امريكا وأنه يمكن لإسرائيل أن تسوقها أمامها دون عناء حتى وإن تم فتح معبر رفح وقطع العلاقات .. الانتفاضة في فلسطينالمحتلة كاد ينساها الرأي العام الغربي فأصبحت وسائل الاعلام العالمية تنقل أخبارها وتظاهر الناس في أكبر العواصم الأوربية وتصاعدت الدعوات لرفع الحصار عن غزة وتفطن الاعلام الغربي لمزاعم إسرائيل الكاذبة .. لقد ظهر على الساحة ما هو أهم بكثير .. إنها قضية قتل الحرية .. تقضي على كل محاولات السلام بين أوربا والشعوب الإسلامية . يرى بعض المتتبعين للشأن السياسي أن إسرائيل مؤسسة التنظيم الخاص بالإغتيالات وارتكاب المجازر أرادت أن تلعب لعبة الإحتلال باخضاع المقاومة لشروطها ومواصلة فرض الحصار كعقاب جماعي لشعب غزة حتى يستسلم وحاشاه أو طمعا في أن يتمرد على المقاومة التي أفشلت مشروع اسرائيل وكشفت عورتها وعورة الدول التي طبعت معها فأوقعتهم في ورطة بين إستمرار الحصار أو فكه وبين أن تترك المساعدات الآنسانية تصل إلى الغزاويين أو منعها ، فخرجت إسرائيل بكذبة سرعان مازال مفعولها هي ان بعض ممن يحمل الدواء والغذاء لغزة لديه تاريخ إرهابي. الغارة الاسرائيلية على اسطول الحرية كان بمثابة ضربة موجعة للعلاقات الاسرائيلية التركية فبعدما تم توقيف المناورات الاسرائيلية التركية واستدعاء سفير تركيا في اسرائيل واللجوء إلى مجلس الأمن الدولي الذي أصدر بيانا بشأن الاعتداء وكان البيان مخففا أمريكيا يصف فيه المذبحة وكأنها حادث سقط فيه مدنيون جراء كارثة جوية تعرض لها أسطول الحرية ليس هذا وحسب بل هاهو أردوغان يتوعد إسرائيل بأشد العقاب.. الاعتداء الأخير يكشف الطريق الصحيح للمقاومة لمواجهة الاحتلال والبلطجية هؤلاء الذين يحصدون الأحداث الدامية واللهاث بها وراء وسائل الاعلام العالمية لإقناع الرأي العام بأن المقاومة وحزب الله وغيرهما تنظيمات ارهابية يجب محاربتها . قد تكون اسرائيل هذه المرة أخطأت في حق تركيا لكنها سوف تستثمر ذلك بالتقرب الى أمريكا كون امريكا غاضبة على تركيا بعد محاولتها نزع العبائة الأمريكية عندما طعنتها في الظهر وتحالفت مع البرازيل التي ستصلح ضمن القوى الصاعدة حسب تقرير اعده صحفي جزائري قبل 3 سنوات الى جانب تحالفها أي تركيا مع ايران وما أدراك ماهي نارحامية وبالتالي يكون مشروع أسرائيل وأمريكا الرامي إلى ضرب إيران قد تم إجهاضه من طرف تركيا .