المواطنون وحماة البيئة يدقّون ناقوس الخطر و"الجلفة إنفو" تنتقل الى عين المكان ... من المليليحة الى عين معبد والجلفة وبن يعقوب والمجبارة والبيرين وتعظميت تتقدّم "دودة الصنوبر" وتأتي على غابات ولاية الجلفة ... انها الدودة التي تشكل أيضا خطرا على الصحة العمومية باعتبارها مصدرا لأمراض تنفسية وجلدية !! وبعد الرعي الجائر والحرث العشوائي والمجازر المرتكبة من طرف مافيا تقطيع الأشجار، هاهي غابة "حواص" تعطي مرة أخرى فكرة واضحة عن حال غابات عاصمة السهوب: الغابة تتحوّل الى مكبّ للنفايات الهامدة غير بعيد عن اليوم العالمي للشجرة وفي شهر التشجير!! دودة الصنوبر تقدم عروضا بالجلفة في قتل الغابات !! مباشرة بعد أن أثار الغيورون قضية "دودة الصنوبر" على شبكات التواصل الإجتماعي، انتقلت "الجلفة إنفو" الى منطقة "الزميلة" ببلدية عين معبد وكذا "الضاية المالحة" بالمويلح التابعة لبلدية المليليحة حيث يتواجد الحزام الغابي للسد الأخضر. أسئلة كثيرة كانت تُطرَح دون أن نعرف اجابة دقيقة لها. فمثلا يتساءل الكثيرون لماذا أغلب أشجار السد الأخضر مازالت قصيرة الطول رغم أنه قد جرى غرسها من طرف شباب الخدمة الوطنية سنة 1974؟ وهنا أكّد لنا المختص في الميدان، الأستاذ شويحة حكيم، أن السبب وراء تأخر نمو الأشجار هو الرعي الجائر وكذا "دودة الصنوبر". فرغم أن الأشجار عمرها يفوق 40 سنة، الا أن دودة الصنوبر تتسبب في تأخر نموها 04 سنوات في كل مرة تتغذى عليها. وبالنسبة للرعي الجائر، فقد عانت منه غابة المجبارة كثيرا وهو ما أثارته "الجلفة إنفو" في حينه ونفس الأمر كانت قد لاحظته "الجلفة إنفو" بأشجار جبال "القعدة" ببلدية حد الصحاري. العودة القوية ل "دودة الصنوبر" أثارت مخاوف وغضب المتابعين للشأن البيئي بالجلفة الذين اتصلوا ب "الجلفة إنفو"، ففي بلدية عين معبد وعبر الحزام الغابي المحاذي للطريق الوطني رقم 01 تتراءى للعابرين كارثة بيئية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ... عشرات الأشجار اليابسة وكأن صاعقة رعدية أصابتها وحولتها الى أعجاز يابسة. وتبدو الكارثة أكثر في المنطقة المسماة "عين الزميلة" حيث أن مستعمرات "دودة الصنوبر" تظهر بأعداد كبيرة مما يثير تساؤلا عن مشاريع المحاربة الميكانيكية لها والصفقات التي تم عقدها مع المقاولات المختصة في ذلك؟ وهو ملف ستعود اليه "الجلفة إنفو" في تحقيق منفرد. ومن خلال متابعة مسار تحرّك "دودة الصنوبر"، نجد أنها تتحرك في اتجاهين من عين معبد: شرقا باتجاه غطاء غابي كبير جدا في كل من سيدي بايزيد وبحرارة، وجنوبا باتجاه عاصمة الولاية لا سيما غابة "سن الباء" ومنها نحو بقية الغطاء الغابي المتواجد ببلديات تعظميت "تقرسان" والشارف وبن يعقوب. أما بمنطقة "الضاية المالحة"، فقد تحول أيضا حزام أشجار السد الأخضر الى أعجاز خاوية خصوصا بمحاذاة بحيرة "الضاية المالحة" الى غاية مفترق الطرق المؤدي الى بلدية المليليحة لتتوقف هناك رحلة "الجلفة إنفو" وتنتقل الى بلدية بن يعقوب حيث وجدنا أيضا نشاطا كثيفا لدودة الصنوبر ومستعمرات لها على الأشجار وكذلك عمليات تقطيع للأشجار. دودة الصنوبر خطر على الغابات وعلى الصحة العمومية ... ومطالب بتفعيل المحاربة البيولوجية !! يصبح أمر دودة الصنوبر أكثر تعقيدا وخطورة اذا تم التعامل معها بارتجالية وبعيدا عما أنتجه العلم الحديث في ذلك. حيث أن الكثيرين يعتقدون أن محاربتها بالمبيدات الحشرية ستكون مجدية بينما هناك حلول يجب تفعيلها ويمكن فيها الإعتماد على جامعة الجلفة لتجسيد ذلك. وفي هذا الصدد يقول الأستاذ "شويحة حكيم" أنه مثلما يمكن الإعتماد على المحاربة الميكانيكية (تقطيع الأغصان المصابة وحرقها)، فإنه يمكن استيراد الحلول المطبقة في الخارج لا سيما منها المحاربة البيولوجية بتقنية العُصيّات (البكتيريا العضوية) التي يتم رشها على المساحات المصابة بدودة الصنوبر لتقضي عليها دون أن تشكل خطرا ايكولوجيا على بقية الأنواع النباتية والحيوانية. ويكمن خطر دودة الصنوبر في كونها تنتقل بمختلف العوامل الطبيعية الى الغابات والى داخل المحيط العمراني مثلما حدث مؤخرا لأشجار الصنوبر في دار الشباب بحي الظل الجميل بعاصمة الولاية. حيث أنها تتسبب في انتشار أمراض تنفسية وأمراض الحساسية التي تتنوع أعراضها ومنها حتى الإصابة بالعمى المؤقت. وهو ما يعني أنه ليس التوازن الإيكولوجي مهدّدا فحسب بل إن دودة الصنوبر تعتبر مشكلا للصحة العمومية قد يتحول الى طابع وبائي اذا لم تسارع السلطات في التكفل به وفتح تحقيق ان ثبت أن هناك تقصيرا في محاربة هذه الدودة ... رئة الجلفة تحت أكوام النفايات الهامدة !! وغير بعيد عن فضية "دودة الصنوبر"، تبدو مرة أخرى فضيحة أخرى سبق ل "الجلفة إنفو" أن كتبت عنها ... انها قضية رمي النفايات بأنواعها في المحيط الغابي وداخله. ورغم أن غابة طريق "حواص" قد كانت مسرحا لرمي النفايات المختلفة لا سيما الهامدة منها وكتبت "الجلفة إنفو" عن ذلك في أوت 2015 وكذلك في سبتمبر 2015، الا أن الوضع ما يزال على حاله بل وازداد سوءا. وهذه المرة بفضل الصور التي التقطها الجوّالة للمنطقة الغابية الواقعة بين قرية "الزينة" و"كاف الزينة" و جبل "حواص" بعيدا عن مدينة الجلفة بحوالي 18 كلم. وحسب الصور المُرسلة الى "الجلفة إنفو"، فإن أطرافا ما قد قامت برمي كميات كبيرة من النفايات الهامدة والتي هي عبارة عن أتربة وبقايا اسمنت ومواد مختلفة من ورشات بناء. وقد تسببت هذا الوضع، حسب الجوالة الذين يعرفون المنطقة، في هجرة الطيور من المنطقة بالنظر الى غبار الإسمنت الذي صار يتطاير من أكوام الأتربة. ويُضاف الى ذلك أن هذه المنطقة معروفة بكونها من أفضل الأماكن لتنزه العائلات. صور من الحزام الغابي شمال مدينة الجلفة ما تبقى من "السد الأخضر" بمنطقة "الضاية الماحة" بالمويلح، بلدية المليليحة
غابة طريق "حواص" تتحول الى مكبّ للنفايات الهامدة تقطيع الأشجار بغابات "بن يعقوب"