يعاني الغطاء الغابي بولاية الجلفة من التدمير الذي يمارسه الإنسان عبر الزمن، حيث لم يعد المواطن يأبه بالتنوع البيولوجي للغابات باعتبارها موطنا للحيوانات و مصدرا للتوازن البيئي للطبيعة وأن نقص أي نوع من هذه الأحياء والنباتات والأشجار سوف يشكل خللا في دورة الحياة ... و هي الظاهرة التي أردنا أن ندق ناقوس الخطر الذي يلم بها بمناسبة اليوم العالمي للبيئة. "الجلفة إنفو" استطلعت آراء بعض المواطنين ممن التقيناهم في أماكن التنزه الكائنة مثل "تقرسان" و"حواص" وطريق "المجبارة"، حيث أكدوا لنا أن الغطاء الغابي كان كثيفا قبل سنوات بحيث كان من الصعوبة بمكان عبور أي شخص ما بين الأشجار مشياً على الأقدام، وكانت تصل المسافة بين شجرة وأخرى مجاورة إلى أقل من نصف متر في الكثير من الأماكن مثلما كان عليه الأمر ضمن مشروع السد الأخضر. وقصد الغوص في ثنايا استطلاعنا حاولنا أن نعرف بعض الأسباب الكامنة وراء تدهور الغطاء الغابي لولاية الجلفة، و لعله من نافلة القول أن السبب الرئيسي في تدهور غاباتنا يعود الى عوامل مجتمعة تتسبب كل منها الى حد ما في الخطر المحدق بغاباتنا. فمن الرعي المبكّر والجائر إلى اقتلاع الأشجار لاستعمالها في مهنة التحطيب وبناء البيوت من فروع الأشجار والتدفئة والطهي. ولا ننكر أنه من ضمن الأسباب الرعي الجائر بسبب زيادة أعداد الماشية التي ترعى في الجبال من دون مراقبة أو بالتواطؤ، ومن خلال زيارتنا لبعض هاته المناطق المذكورة، فقد قمنا بجولات ميدانية بمعية بعض المواطنين إلى مواقع مختلفة، وقد لاحظنا افتقار تلك المناطق إلى الأشجار نتيجة لما سبق ذكره، كما لاحظنا انتشار قارورات الخمر والبقايا التي يتركها الزائرون. ومن المؤكد أن حملات التوعية لها أثر بالغ في علاقة منفعة متبادلة بين المواطن والدولة وما احوج السكان لتعمير الغابات عن طريق غرس الاشجار بمختلف انواعها بمعية الدولة، فلا يمكننا المحافظة على البيئة وتقليل نسب التلوث بجميع اشكالها ونحن نستمر بافتعال الحرائق وبتقطيع الأشجار بطريقة أو أخرى. و بالتالي نحرم أنفسنا فوائد الأشجار التي لا تقتصر على ما تقدمه للإنسان والحيوان بل تمتد أهميتها تحت الارض حينما تمتص المياه السطحية ومياه الأمطار و تمنع الفيضانات. مشاكل بيئية عدة كزيادة معدل الفيضانات، وقلة الموارد المائية، وانحسار الأراضي الزراعية تشكلت بفعل ازدياد معدل ازالة الغابات وما نجم عنه تزايد كمية انبعاث غازات كأوكسيد النتروجين، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت.