أسقطت زيارة أكثر من 100 منتخب فرنسي لمخيمات اللاجئين الصحراويين، نهاية الأسبوع المنصرم، ادعاءات المغرب القاضية بتحويل المخيمات إلى سجن كبير مفتوح على أبشع الانتهاكات، حيث أكد هؤلاء بعد زيارة لولاية الداخلة وهي أحد مخيمات اللاجئين الخمسة المتواجدة بتندوف أن ما تروج له وسائل الإعلام المغربية ونظام المخزن حول المخيمات مجرد تعتيم إعلامي وتلفيقات الهدف منها تحويل نظر الرأي العام عما يجري من انتهاكات حقيقية في الأراضي الصحراوية المحتلة، كما رأوا في الزيارة فرصة لتعزيز فرص الدعم والمساندة للقضية الصحراوية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. لم تمنعهم بعد المسافة ولا مشقة السفر من التقرب من حياة الصحراويين بمخيمات العزة والكرامة، واكتشاف ظروف إقامتهم حيث لم يرتاحوا إلا بضع دقائق بين رحلة سفرهم من فرنسا إلى الجزائر ومنها إلى ولاية تندوف للالتحاق بمخيم الداخلة الذي يبعد عن الولاية ب 180 كيلومتر، شدوا الرحال إليهم من مناطق مختلفة من فرنسا، من باريس، ليون، مارسيليا ولا موزيل، ممثلين لقوى سياسية معروفة الحزب الاشتراكي، الحزب الشيوعي والحزب الحاكم وما إن وطأت أقدامهم المخيم، حتى تهاوت أمامهم زيف الحقائق المغربية، فقد سبقتهم قبل مجيئهم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين أخبار رسمت في مخيلتهم كل أنواع التعذيب قيل لهم أنها تطال الصحراويين بالمخيمات، غير أنهم لما بحثوا بين جنبات المخيم وداخل خيمه وبين شبابه وكهوله ونسائه لم يجدوا سوى ظروف صعبة يحيا فيها الجميع بسبب افتقادهم إلى أدنى شروط الحياة بعد أن طردتهم سلطات المخزن من أرضهم. تفاجأ الكثير منهم بالواقع السائد في المخيم وبما تروج له وسائل الإعلام لاسيما المغربية، وعبرت اليزابيت في حديثها ل''الشعب'' عن سخطها لما تنشره الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة حول الصحراويين المتواجدين بالمخيمات، ففي الوقت الذي وجدت احترام وتسامح وذكاء لدى الصحراويين الذي التقتهم بالمخيم، تفاجئها وسائل الإعلام يوميا بتشويه صورتهم وصورة القضية الصحراوية، معربة عن تضامنها المطلق مع قضيتهم العادلة غير القابلة للتصرف لأنها تتعلق بالوطنية. واستنكرت موقف بلادها الغامض الذي بات يتنكر للقيم الأساسية للحرية وحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الشعب الصحراوي أعطى درسا في الديمقراطية لكل الشعوب بما في ذلك الشعب العربي فهم يناضلون من أجل حقوقهم المشروعة في تقرير المصير. بدوره أكد المنتخب البلدي لبلدية ''روليو'' بمنطقة ليون من الحزب اليميني ''الاتحاد من أجل حركة شعبية'' -فرانسوا ديبيول- عدم تفهمه لموقف الحكومة الفرنسية حيال القضية الصحراوية، رغم أن القضية عادلة وتعهد بتوضيحها على مستوى حزبه حالما يعود إلى بلاده فلا يعقل أن يبقى الشباب الصحراوي حبيس منطقته. وقرر الفرنسيون ضم صوتهم في أشغال الندوة التي نظمت على هامش مهرجان السينما الدولي لجمع توقيع 36 ألف منتخب فرنسي لتدوين لائحة لفتح نقاش على مستوى قصر الاليزيه حول القضية الصحراوية وذلك قبل نهاية السنة الجارية، وأوضحت نائبة عمدة بلدية ''فترول'' أنه تقرر بعث اللائحة لساركوزي بعد طلب مقابلته لفتح نقاش حول القضية الصحراوية. وزار الفرنسيون مؤسسات تربوية وصحية حيث وقفوا على نوعية الخدمات المقدمة بمستشفى ''الداخلة'' والنقائص الموجودة وتعهد الكثير منهم بتقديم أقصى المساعدات لاسيما بعد أن علموا أن المستشفى يتوفر على طبيب واحد وأربع ممرضين مقابل 50 سريرا وهي طاقة استيعاب المستشفى.