أجمع المنتخبون الفرنسيون الذين يقومون بزيارة إعلامية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف على ضرورة تجميع جهودهم لإيصال صوت الشعب الصحراوي المظلوم إلى الرأي العام الفرنسي والضغط على المسؤولين السياسيين لدفعهم إلى العودة إلى واقع الأمور وإنصاف الشعب الصحراوي حقه في العيش في كنف الحرية والكرامة. واستعرض الوفد الفرنسي الذي واصل أمس زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين خلال جلسة نقاش أعقبت ندوة إعلامية عن مسيرة الشعب الصحراوي وتاريخ قضيته العادلة بمخيم 27 فيفري مختلف الاقتراحات التي يمكن أن يساهم بها أعضاؤه في إطار نصرة هذه القضية وتقوية التضامن مع الشعب الصحراوي. وأبرز أعضاء الوفد الفرنسي ضرورة البداية بإيصال الصورة المأساوية التي وجدوا عليها أطفال ونساء وشيوخ المخيمات، إلى مجالسهم الانتخابية أولا، ثم إلى الرأي الفرنسي عامة لإطلاعه على معاناة الشعب الصحراوي المغتصبة أراضيه والحياة القاسية التي يعيشها داخل المخيمات. وفيما بادرت بعض المنتخبات إلى اقتراح العمل على جعل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يوما للتضامن مع الصحراء الغربية، دعا بعض المتدخلين إلى ضرورة إنشاء هيئة لتنسيق الجهود التضامنية وإنشاء جماعة ضغط لمجابهة جماعات المصالح الضاغطة على الحكومة الفرنسية والتي تحول دون إعلان هذه الأخيرة لموقف واضح ومنصف لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بل وأكثر من ذلك دفعتها خلال السنوات الأخيرة إلى وقف مساعداتها الإنسانية للشعب الصحراوي. وبعيدا عن التواطؤ السياسي الفرنسي مع المغرب، المستنكر من قبل المنتخبين المحليين الذين يزورون لأول مرة مخيمات اللاجئين، فقد أضفى لقاء الوفد ببعض الممثلين لجمعيات فرنسية إنسانية بمخيم 27 فيفري ارتياحا على نفسية العديد من أعضائه، لاسيما وأن هذه الجمعيات بإمكانها حل مشكل الاتصال والتنسيق في تنظيم المساعدات الإنسانية التي يعتزم تكثيفها باتجاه المخيمات الصحراوية، كما يبرز تواجد تلك الجمعيات الإنسانية الفرنسية التي تم تأسيس غالبيتها في إطار عمليات التوأمة التي تشرف على تجسيدها اللجنة الأوروبية أصدقاء الشعب الصحراوي، أهمية خلق شبكة اتصالية بين مختلف الفعاليات الجمعوية المتضامنة مع الشعب الصحراوي في فرنسا لتقريبها فيما بينها، وتفعيل أدائها الإنساني في الميدان. على صعيد آخر ومع تواصل برنامج الزيارة الميدانية للمخيمات ولمختلف المرافق الحيوية المتواجدة فيها، تواصلت عمليات توزيع الهبات والتبرعات لفائدة الشعب الصحراوي، حيث ساهم منتخبون من مقاطعة ليون، بمبادرة نظمها السيد صحراوي والسيدة بيجات بنقل تبرعات من أطفال فرنسيين إلى أطفال الصحراء الغربية، وشملت تلك التبرعات لوازم مدرسية ولعب وألبسة، تم توزيعها على مدارس وروضة الأطفال بمخيم 27 فيفري وكذا على بعض العائلات بمخيم العيون التي استقبلت الوفد الفرنسي بحفاوة وكرم كبيرين في خيمها. ومن جهتها تبرعت السيدة نادية كحول المنتخبة بمنطقة "إكس أون بروفانس" ورئيسة جمعية "أكاكسيا" بأدوية ولقاحات بقيمة 25 الف اورو لفائدة مستوصف مخيم العيون، الذي وجده الوفد الفرنسي في حالة يرثى لها بسبب انعدام التجهيزات ونقص الأدوية. كما شملت زيارة المنتخبين الفرنسيين الذين اطلعوا خلال لقائهم مع المنتخبين الصحراويين، ومع رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، على جزء من لا إنسانية النظام المغربي، من خلال اكتشاف حقائق الوضع الإنساني المؤلم الذي يوجد عليه الشعب الصحراوي، خاصة مع تراجع مستوى المساعدات الإنسانية في السنوات الأخيرة وتقلص المخزون الغذائي، معاينة التعاونيات النسائية التي تم إنشاؤها بمخيم 27 فيفري بدعم من المنظمات الإنسانية الأوروبية، وزيارة متحف "ذاكرة الشعب" بحاسي رابوني، ثم لقاء أولياء المفقودين من أبناء الشعب الصحراوي، والاستماع إلى شهاداتهم التي تفضح وحشية المخزن، وجبروته وقمعه المتواصل في حق الأبرياء الأحرار من أبناء الشعب الصحراوي. وتم بالمناسبة استعراض تطورات القضية الصحراوية ومسارها التاريخي الذي يؤكد شرعيتها، ومشروعية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ويفضح الممارسات اللا إنسانية التي لازال يقترفها النظام المغربي الظالم، وتعتيمه على القضية، والذي لم يسلم منه حتى هؤلاء المنتخبون المحليون الذي تعرض غالبيتهم لمضايقات وانتقادات بسبب قرارهم القيام بزيارة إلى المخيمات الصحراوية. مبعوث "المساء" إلى مخيمات الصحراويين : محمد / ب