ركز أمس السيد ''تشوي سانغ جو'' سفير كوريا بالجزائر على اسس جوهرية.. سمحت لهذا البلد ان يسجل كل هذه الوثبة الاقتصادية في فترة لم تتجاوز ال 48 سنة.. ليتحول ا؟ عملاق في قطاعات محددة كصناعة السيارات والصناعة البحرية والصناعة الالكترونية. هذا التطور الهائل الذي حصل بكوريا الجنوبية لم يأت من العدم او بفعل قرار عفوي او ارتجالي ناجم عن تسر في استحداث نموذج معين من التنمية، بل هو قائم على مرجعيات ثابتة لدى الكوريين الجنوبيين في الانتقال الى تحقيق الرفاه الاجتماعي، في هذا البلد الذي لايحتوي على اي ثروة طبيعية او مداخيل اخرى.. و 75٪ مساحة البلاد جبلية فكيف كان الحل ياترى؟ الاسس الجوهرية المعتمدة.. والمرجعيات المتبعة كانت على وفق تصورات واقعية لدى الكوريين وهي الانطلاق من: @ أولا: الفعل الاقتصادي @ ثانيا: التوجه الاجتماعي @ ثالثا: الواقع السياسي هذا الترتيب اقره الكوريون لتحقيق انطلاقتهم القوية تدعمت بتعزيز قيم معينة لابديل عنها.. وهي العمل، المدرسة، الموارد البشرية، قيادة حكيمة النظام، التضحية، الانضباط، الصرامة، وغيرها من القيم التي مكنت كوريا الجنوبية من ان ترتقي الى مصاف الدول المنافسة لكبرى البلدان التي تحتكر هذا العالم في كل قطاعاته الحيوية على اصعدة مختلفة خاصة الاقتصادية والتجارية منها. قرابة ساعة والنصف.. والسفير الكوري الجنوبي يكرر هذه القيم.. على انها منطلقات لاي نجاح تنموي.. وفي هذا الشأن تحدث مطولا عن اداء المنظومة التعليمية في بلاده، على انها فعلا مسار محارب من اجل الوصول الى الهدف المتوخى من كل تلميذ او طالب، سواء من خلال دراسته العادية او الخارجة عن الاطر النظامية في التعليم.. مستشهدا بمسار دراسة زوجته وبنته.. اذ ان دخولهما الى المنزل يكون احيانا بعد منتصف الليل.. وهنا اورد سعادته ماتضمنه تقرير منظمة التجارة والتنمية الصناعية التابع للامم المتحدة، على ان التلميذ او الطالب الكوري.. الشخص الاكثر قلقا في العالم.. وهذا جراء مايعانيه خلال دراسته اليومية.. وتبعا لذلك فان الشركات الكورية الجنوبية الكبرى خاصة «سامسونغ» لايتواجد بها تمثيل نقابي.. وانما المسؤول الاول عن الشركة يسعى جاهدا من اجل رفع أجور العمال الى اعلى مستوى.. دون استشارة اي شريك اجتماعي.. والاعتراف بالعمل النقابي لم يُعترف به الا في بداية الثمانينات.. وهو موجود على مستوى «هيونداي» و«ألجي» و «دايو». لذلك فانه لابديل اليوم عن تبني تلك القيم النبيلة التي يتعامل بها الكوريون.. خاصة ماتعلق بالصرامة والانضباط.. والعمل كذلك.. لانها مقاييس تسمح حقا بأن نصل بها الى مستويات معينة من التطور.. وإن غابت هذه القيم فاننا لاننتظر الكثير من طموحاتنا المستقبلية. فالسفير الكوري الجنوبي.. استطا من خلال محاضرته هذه ان يتفادى الحديث عن الارقام واثارة الاحصائيات، لكنه شدد على مجموعة من القيم الاخلاقية الصارمة النابعة من الفكر الكونفوشيوسي الضارب في اعماق التاريخ والذي يحض على ترقية الانسان.