شدد عدد من الباحثين الجزائريين العاملين في بعض الدول الأوروبية الذين شاركوا في الندوة الدولية الأولى التي احتضنتها جامعة باتنة على مدار يومين حول الهندسة الصناعية في ختام أشغالهم يوم الاثنين على ضرورة توفير الشروط الملائمة للكفاءات الجزائرية العاملة بالخارج لاستغلال إمكاناتهم وأبحاثهم داخل الوطن لفائدة المؤسسات والاقتصاد الجزائريين. وفي هذا السياق، أشار السيد نصراوي عبد المالك مدير بحث في شركة شوبرت في ألمانيا ومتخصص في علم الروبوتيك والرؤى الآلية إلى وجود مشاريع هامة بالإمكان تحقيقها لو استمر المسعى الحالي للتقرب أكثر من هذه الكفاءات الجزائرية لاستغلال قدراتها العلمية داخل الوطن، لكن شريطة توفير المحيط الملائم وتحديد الأهداف المراد تحقيقها بالجزائر على ضوء الإمكانات المتاحة فعليا. وأضاف نفس الباحث، بأنه حمل بحث جامعي وبحث صناعي تطبيقي وخبرة 25 سنة في الميدان لطرحها على الأساتذة والباحثين الجزائريين المشاركين في هذه الندوة، مشددا على أن الكفاءات موجودة وتحتاج فقط إلى عناية واهتمام وكذا لقاءات متكررة لنقل معارفها إلى الباحثين في الجامعات الجزائرية. أما السيد كريم شيبان من جامعة غرونوبل (فرنسا)، فأوضح بأنه لمس عند الأساتذة والباحثين المشاركين في اللقاء إرادة حقيقية لتطوير العلاقات بين الجامعة والمؤسسات المحلية من جهة وإرادة كبيرة في كسب خبرات جديدة لتطوير المؤسسة الصناعية. وأكد الباحث الجزائري المختص في نقل التكنولوجيا على ضرورة تشجيع مثل هذه التظاهرات العلمية التي تساهم في تطوير البحث العلمي في الجزائر، مشيرا إلى وجوب توفير البيئة اللازمة للباحث ونفس الشروط والإمكانات المتوفرة له في الخارج للعودة إلى أرض الوطن والعمل بنفس وتيرة العطاء. ومن بين التوصيات التي خرج بها المشاركون في هذه الندوة التي شارك فيها باحثون من مختلف جامعات الوطن وجزائريون مختصون في الميدان بأوروبا ذوو خبرة عالمية نصراوي عبد المالك وكريم شيبان وعلا حسان إنشاء خلية متابعة لعلاقة الجامعة بمحيطها الاجتماعي والمهني وضرورة مشاركة الصناعيين في الطبعات المقبلة بمداخلات. وأجمع المشاركون في هذا اللقاء العلمي الذي ستكون طبعته الثانية بعد سنتين على نجاح طبعته الأولى على مختلف المستويات سواء من حيث المداخلات المقدمة أو المناقشة التي كانت جد نوعية وطموحة، حسب باحثين جزائريين قدموا من جامعات أوروبية. يذكر أن هذه الندوة التي احتضنها مركز البحث العلمي بجامعة باتنة نظمها قسم الهندسة الصناعية لكلية الهندسة بالتنسيق مع مخبر الآلية والإنتاج الآلي بمناسبة الذكرى العاشرة لفتح هذا القسم بباتنة.