تواصل تركيا مساعيها لإقناع الدول الكبرى بأهمية اتفاق تبادل الوقود النووي الذي تم توقيعه بين إيران وتركيا والبرازيل، فيما أعلنت طهران رسمياً عن عزمها إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن فحوى ذلك الاتفاق. ومن جهته قال وزير الخارجية البرازيلي سيسلو أموريم: إن بلاده ترى أن فرصة التوصل الى حل للبرنامج النووي الايراني غير التفاوض ما زالت قائمة. وقد بعث رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان ببرقية إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أوجز له فيها اتفاق تبادل الوقود النووي الذي وقع في طهران الاثنين الماضي بين إيران والبرازيل وتركيا. ويقضي ذلك الاتفاق بإرسال طهران 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 % إلى تركيا لتستبدل به 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %. وقال أردوغان: إن الاتفاق لم يقفل ملف البرنامج النووي الإيراني، بل فتح باباً هاماً لحل القضية عبر السبل الدبلوماسية، وأشار إلى أن بلاده ستواصل جهودها لهذا الهدف. ورغم ذلك الاتفاق أبلغ الرئيس الأميركي الأربعاء الماضي أردوغان أن السعي مستمر لفرض عقوبات جديدة على إيران في مجلس الأمن تشمل النظام المصرفي والحرس الثوري وسفن الشحن واستيراد الأسلحة التقليدية. من جهة أخرى أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع نظيره البريطاني ديفد كامرون وأكد له من جديد رفضه فرض عقوبات على إيران على خلفية ملفها النووي وأبلغه عن اتفاق تبادل الوقود النووي. وأعرب كامرون عن تقديره للجهود التي بذلتها تركيا والبرازيل وقال إن الاتفاق قد يكون خطوة لبناء الثقة غير أنه لم يحلّ المشكلة. من جهة أخرى أعلنت إيران رسمياً أمس عن عزمها إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي توصلت إليه مع تركيا والبرازيل. وأصدر مجلس الأمن القومي الأعلى في إيران بياناً قال فيه: إن المبعوث الدائم لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أبلغ الوكالة عن استعداد طهران لتسليمها رسالة بشأن ذلك الاتفاق. ويشار إلى أن الاتفاق يقضي بأن تقوم إيران بإبلاغ الوكالة الدولية خطيا عبر القنوات الرسمية بهذا الاتفاق في غضون سبعة أيام من تاريخ إعلانه. وقالت واشنطن في وقت سابق إنها تريد من طهران تنفيذ ذلك الاتفاق بتقديمها كتابا خطيا للوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعهد فيه بالالتزام بشروط الوكالة وفتح منشآتها لمفتشيها. وقد أكد أردوغان على أن كل هذه الخطوات ستأتي وأن تركيا تراقب هذه الخطوات وتنتظرها من إيران. في غضون ذلك تتواصل الاتصالات بشأن العقوبات التي تسعى الولاياتالمتحدة وباقي الدول الكبرى لفرضها على إيران إذ أكد وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا أن بلاده ستلعب دوراً هاماً في تبني مجلس الأمن لتلك العقوبات. كما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية الجمعة على لسان المتحدث باسمها ماوريتسيو ماساري عن تأييدها فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن على إيران. على صعيد آخر قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة العليا للبرلمان الروسي ميخائيل مارغيلوف: إن مسودة مشروع القرار لفرض عقوبات على إيران لن تؤثر على صفقة تسليم روسيالإيران نظام صورايخ سطح جو إس 300.