رفعت إيران من فرص التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الوقود النووي، وذلك بعد يوم من إعلان روسيا عن تشاؤمها بشأن نجاح الوساطة البرازيلية في تحقيق مثل هذا الاتفاق رغم ما أبداه الرئيس البرازيلي -الذي وصل طهران فجر اليوم- من تفاؤل كبير بخصوص هذا الأمر. فقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان بارسات لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية بأن ''الظروف مناسبة للتوصل إلى توافق جاد بشأن اتفاق التبادل''. ونقل تلفزيون العالم الإيراني عن بارسات قوله إن هناك ثلاثة مواضيع فيما يتعلق بموضوع التبادل النووي يجب الاتفاق حولها وهي حجم تبادل الوقود، والتزامن في تبادله، وأخيرًا مكان التبادل. وأضاف أنه تم التفاهم فيما يتعلق بحجم تبادل الوقود، أما فيما يخص المكان فقد أعرب عن اعتقاده أن المهم بالنسبة لإيران هو وجود ضمانات كافية بأن تتبلور هذه العملية. وأوضح أن هناك مبادرات طرحت بمساعدة البرازيل وتركيا ودول أخرى لحل هذه القضية، وقال ''لكن هناك تفاصيل يجب أن تبحث ونعتقد أن الأرضية للتوصل إلى اتفاق مهيأة الآن ونحن ننتظر تلك المحادثات''. وعرضت تركيا والبرازيل الوساطة لإقناع إيران بالعودة إلى الاتفاق، في الوقت الذي تجري فيه الدول الكبرى مفاوضات بشأن فرض جولة رابعة من العقوبات الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي. وكان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي وصل إلى العاصمة الإيرانيةطهران في زيارة رسمية تستغرق يومين، قد عبر عن تفاؤله قبيل الزيارة بالتوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين خلال الزيارة. وبحسب تقارير إعلامية محلية فإن دا سيلفا أجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأحد ومسؤولين آخرين إيرانيين كبار على هامش اجتماعات مجموعة الخمس عشرة في طهران التي تتناول قضايا اقتصادية وسياسية إضافة إلى امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية. ويذكر أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اعتبر أن زيارة دا سيلفا لإيران قد تكون بمثابة فرصة أخيرة للاتفاق مع طهران لمنع فرض عقوبات جديدة عليها، لكنه مع ذلك عبر عن عدم تفاؤله بنجاح هذه الفرصة قائلاً إن نسبة نجاحها لا تزيد على 30٪. وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد أعرب الخميس الماضي عن أمله في إجراء محادثات ثلاثية بين إيران والبرازيل وتركيا، قد تؤدي إلى اتفاق نهائي بشأن مبادلة اليورانيوم، لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان شكك في إمكانية قيامه بزيارة مشتركة مع الرئيس البرازيلي لإيران وفق ما أفادته وسائل إعلام تركية. ويتوقع مراقبون أن يتمكن دا سيلفا وأردوغان من التوصل لخيار ثالث، مثل إجراء المبادلة في تركيا، جارة إيران. ورغم أن الاتفاق لن يحل النزاع بشكل كامل، فإنه يعد خطوة أولى على طريق إطلاق مزيد من المحادثات بشأن برنامج إيران النووي. ويشار إلى أن الخطة التي توسطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكتوبر الماضي في التوصل إليها، تقضي بأن تقوم إيران بتصدير ما لديها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا لمزيد من التخصيب، ومن ثم يجري نقله إلى فرنسا لتحويله إلى وقود يستخدم في مفاعل بحثي في طهران.