في إطار التعاون الثقافي الجزائري المجري، افتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أمس الثلاثاء بقصر الثقافة “مفدي زكريا”، معرضا للفن التشكيلي والنحت لفنانين مجريين، يتقدمهم الفنان التشكيلي والناحت الشهير ميهالي غابور. وأشاد ميهوبي بالتبادل الثقافي بين الجزائر والمجر، ودعا غابور إلى إلقاء نظرة على منحوتة عين الفوارة بسطيف. من جهتها، ذكّرت السفيرة المجرية هيلغا بريتز بتاريخ العلاقات الثنائية التي تعتبر الثقافة من أهم روافدها. خلال افتتاحه هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية يوم غد الخميس، رحّب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بالوفد الثقافي المجري الذي ضمّ عددا من الفنانين والنحاتين والمصورين. وقال ميهوبي إن حضور عدد من الأسماء الفنية المعروفة دليل احترام للجزائر وتعزيز حقيقي للعلاقات الثقافية بين البلدين، آملا في أن يتنقل وفد جزائري ثقافي إلى المجر للتعريف بالإبداع الجزائري. وعمد ميهوبي إلى الإشارة بأن العلاقات بين البلدين ليست وليدة اليوم، مذكّرا بالمواقف المشرّفة للشعب المجري في مساندة نضال الجزائريين وكفاحهم ضد الاستعمار. واعتبر بأن هذه العلاقات ما فتئت تتطور على مختلف المستويات بما فيها المستوى الثقافي، واستشهد بمشاركة المجر السنوية في المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، وغير ذلك من النشاطات الثقافية المجرية بالجزائر. ورحّب ميهوبي بالتحفة الفنية التي قدّمها النحات المجري ذي الصيت العالمي غابور كهدية إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، “عرفانا بمجهوداته في دعم العلاقات بين البلدين وفي خدمة الثقافة والسلم والأمن في العالم”، يقول ميهوبي. وأضاف: “لقد انتهزنا فرصة تواجد النحات العالمي الكبير غابور ليقوم بزيارة رفقة الوفد الثقافي المجري لآثار جميلة، وليلقي نظرة بصفته خبيرا في النحت على منحوتة عين الفوارة”. وفي تصريح له على هامش التظاهرة، أكد ميهوبي أن القانون العضوي المنشئ للأكاديمية الوطنية للغة الأمازيغية سيكون في السداسي الأول من السنة الجارية. من جانبها، تقدمت السفيرة المجرية هيلغا بريتز بالشكر لوزارة الثقافة وسفارة الجزائر في بودابست على مساندة هذه التظاهرة الثقافية، وأشادة بالنسيج الفني المتنوع الذي قدمه الفنانون المشاركون، سواء من حيث الجانب التقني أو الموضوعاتي. وذكّرت بقِدم العلاقات بين البلدين التي تعود إلى ما قبل استقلال الجزائر، وتحدثت عن صداقة بين الشعبين وتعاون سياسي واقتصادي وتبادلات ثقافية هامة.. كلّ هذا تدعّم بالرحلة الجوية المباشرة بين الجزائر وبودابست التي افتتحتها الخطوط الجوية الجزائرية منذ ما يفوق السنة، وتنقل عبرها أزيد من 10 آلاف مسافر. وعبّرت السفيرة عن أمنيتها بأن يعود الفنانون إلى المجر وقد نهلوا واستلهموا من بلد رائع مثل الجزائر، وهو ما سيساعدهم على تعميق التعارف بين الطرفين ولم لا الخروج بإبداع فني جماعي، تقول هيلغا بريتز. أما محافظ المعرض الفنان التشكيلي بيتر بيزي، فقد تطرق إلى الرواق الفني “فنانون شباب” الذي هو مديره ومناجيره الفني منذ سنة 2005. ويهدف الرواق إلى التعريف بأعمال الفنانين بغضّ النظر عن كونهم مشهورين أو مغمورين، وذلك من خلال تنظيم العديد من المعارض الفنية. وإلى جانب النحات ميهالي غابور، نجد من بين الفنانين المجريين الحاضرين إليونورا أور، وهي فنانة تشكيلية في فن الباتيكس الذي تعلمت تقنيات بأندونيسيا، وصاحبة رواق بمدينة سنتيندري قرب بودابست. وكذا المصور الفوتوغرافي آتيلا كوفاكس، والفنانان التشكيليان سولت مولدوفان ورودولف توت، هذا الأخير تحدث ل«الشعب” عن توظيفه لتقنيات الرسم المعاصرة والمختلطة محاولة منه “مواكبة التطورات التي يشهدها الفن التشكيلي”، وهو ما نلاحظه في لوحة “تشيك بوينت” (المعبر) التي يعالج من خلالها مسألة الحدود بين الدول، وهي إحدى اللوحات الخمسة التي شارك بها هذا الفنان الشاب، وتمتاز بكثير من التجريدية.