أحاط الأستاذ محمد جويلي المختص في علم الاجتماع بالخلفيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكامنة وراء الانتشار الواسع لممارسة كرة القدم على الصعيد الدولي والآثار المترتبة عنها جراء بروز قيم معينة فرضت نفسها على مستوى مساحة لعب لا تتجاوز ال 100 متر وفي فضاء المدرجات التي تحولت إلى منبر للتعبير عن قضايا وانشغالات واهتمامات مختلفة تسمع وتشاهد من حين لآخر.. وصلت أحيانا إلى سقف محرج.. ومقلق حقا نظرا لتداعياتها الحساسة والقراءة التي يطلقها الطرف الآخر. المختص محمد جويلي قدم تحليلا مستفيضا في هذا الشأن انطلاقا من اعتماده الكامل على شهادات موثقة لأحداث شهدتها ملاعب العالم.. تارة تدخل البهجة والسرور.. وتارة أخرى تحول كل هذه الأفراح إلى أقراح كما حدث في ملعب «هايسل» ببلجيكا في نهائي كأس أوروبا للأندية في الثمانينات. هذه الثنائية النفسية هي مشهد يومي في ملاعب كرة القدم عبر المعمورة.. ولا تخلو أي أرضية لعب من هذه الأجواء المشحونة ذات الطابع التنافسي الحاد التي تكشف عن رمزية ودلالات الانتماء الوطني أو المحلي المتمسك بالفوز والانتصار.. وهذه الصفة المكللة بالمنجاح هي التي تدرج بلد من البلدان في قائمة الدول المحترمة والتي تترجم قدراتها الفائقة في تسيير شؤونها على كافة الأصعدة. وأبرز جويلي في هذا الاطار كل تلك القيم المبنية على إرادة الانتصار ورفض الانكسار والاحترام والأخلاق العالية والاعتراف بقوة الخصم وكذلك الخضوع لقوانين اللعبة، هذا جزء أساسي من ضمن الأجزاء الأخرى المكملة للعبة كرة القدم ونعني بذلك كل المظاهر القديمة والحديثة التي تولدت من افرازات هذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم. وهنا شرح جويلي بالتفصيل استنادا إلى متابعته الميدانية لحركية كرة القدم على الصعيد المغاربي والدولي.. النتائج المتوخاة من اتجاهات كرة القدم في تقوية لحمة الشعوب بينها من أجل أن يسود السلام والوئام والمحبة والإخاة أرجاء المعمورة بالرغم من عنفوان هذه اللعبة أحيانا وبلوغها مرحلة صعبة أحيانا أدت إلى عدواة وحروب. إلا أن ما يهم حسب جويلي هو إعطاء تلك الأولوية كل الأولوية للفرجة التي تبقى الهدف الأسمى الذي يقصده جميع المهتمين بكرة القدم في هذا العالم إدراكا منهم بضرورة تحويل هذه اللعبة إلى عامل اجماع يسمح حقا بايجاد كل ذلك الترفيه بالنسبة للانسان وهذا ما يحدث اليوم في هذا العالم وعلى غرار كل هذه القيم الانسانية السامية.. فإن كرة القدم تحولت إلى «صناعة» لها علاقة قوية ووطيدة بالمال والاشهار كل هذه المتغيرات.. أصبحت اليوم واقعا وممرا اجباريا لابد من التعامل معه.. لذلك فإن مسار كرة القدم هو عبارة عن حلقات تكمل بعضها البعض فهناك اللاعبون والجمهور.. وما وراء الملعب من صفقات ضخمة.. للاشهار.. وكذلك المؤسسات التابعة لهذه الفرق المحترفة وغيرها.