خصّص الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة لتفقد بعض وحدات كل من القطاع العسكري بالأغواط والقطاع العسكري ببسكرة. فبعد تفقد العديد من الوحدات المنتشرة على طول الشريط الحدودي جنوب شرق البلاد، ومعاينة مدى جاهزيتها القتالية والإطلاع عن كثب على ظروف عملها وأدائها لمهامها، قام السيد الفريق رفقة اللواء عبد الرزاق الشريف قائد الناحية العسكرية الرابعة، بزيارة بعض وحدات القطاع العسكري بالأغواط. البداية كانت من القاعدة الجوية بالأغواط، أين تابع عرضا شاملا قدمه قائدها وتفقد مختلف مرافقها الإدارية والبيداغوجية والعملياتية، وعاين ميدانيا مدى تنفيذ التوصيات التي سبق وأسداها خلال الزيارة السابقة. الفريق أسدى بالمناسبة جملة من التعليمات والتوجيهات، ذكّر من خلالها بخصوصية وتميز المهام الموكلة إلى القوات الجوية، التي تمثل سندا ودعما أساسيين لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، إنطلاقا من أهمية دورها في الدفاع عن المجال الجوي الوطني من خلال حمايته الفاعلة ومراقبته الدائمة. وبمدرسة أشبال الأمة بالأغواط، إطلع الفريق على ظروف تكوين ومعيشة الأشبال وحضر درسا نموذجيا، ليقوم بعدها بزيارة مركز التدريب للدفاع المضاد للطائرات، أين تابع ميدانيا تمرينا تدريبيا نفّذه طلبة المركز. الزيارات الدورية تُعد عملا ميدانيا بالغ الأهمية، بل وبالغ الضرورة بعدها زار الفريق المدرسة العليا للقوات الخاصة ببسكرة، أين ترأس لقاءً توجيهيا حضره إطارات وطلبة وأفراد المدرسة فضلا عن ممثلي مختلف الأسلاك الأمنية، حيث ألقى كلمة أكد في مُستهلها أن مثل هذه الزيارات الدورية تُعد عملا ميدانيا بالغ الأهمية، بل وبالغ الضرورة العملية والمهنية، لأنها تمثل حرصا شديدا ما انفكت تبديه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، بخصوص مرافقة كافة الجهود المبذولة، ومتابعة تنفيذ جميع البرامج المتتالية والمتكاملة المتعددة المجالات والأهداف والأبعاد، منوها بالمناسبة بما جاء في رسالة فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بمناسبة نجاح الوكالة الفضائية الجزائرية في إطلاق القمر الصناعي «ألكوم سات 1»: «إننا عندما نتكلم عن عبقرية العنصر البشري لدينا، فإنه يليق بي بهذه السانحة الكريمة، التنويه بما جاء في رسالة فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، التي وجهها بمناسبة الاحتفاء بنجاح الوكالة الفضائية الجزائرية في إطلاق القمر الصناعي «ألكوم سات 1» والتي عبر فيها عن تنويهه وثنائه على مساهمة الهياكل المتخصصة التابعة لقيادة الأركان للجيش الوطني الشعبي في هذا الإنجاز الوطني الهام. والأكيد أن هذه اللفتة الكريمة ستكون محفزا آخر على مضي جيشنا بكافة هياكله قدما وبهمة عالية، نحو الإسهام المتعدد الأشكال في سبيل نهضة الجزائر وتطورها. وفي هذا الصدد، فإنه حقيق بنا أن نستحضر، دوما، بافتخار شديد تميز إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي بعقول مبدعة لا قيود لها، وبقلوب وفية ومخلصة، وبذهنية احترافية ذات قدرات لا حدود لها، وبإرادة مشهود لها عبر التاريخ بالقوة والصلابة والثبات على العهد والولاء لله والوطن. فتلكم مواصفات استثنائية ورثها جيشنا عن عمق ثقافي وحضاري زاخر لا ينضب، وعن مرجعية تاريخية وفكرية أساسها الارتباط الوثيق بالسند الشعبي وبحبه غير المحدود للجزائر». إنجازات عظيمة ومعتبرة، تصب في نهضة الجيش الوطني الشعبي بكافة مكوناته الفريق أكد أن القوات المسلحة تفتخر بما تحقق من إنجازات عظيمة ومعتبرة، تصب جميعها في نهضة الجيش الوطني الشعبي بكافة مكوناته، وتعتز بالمستويات الرفيعة التي بلغها أداءه العملياتي والقتالي، والتي جعلت منه قوة حقيقية يحق للجزائر أن تعتز بها، وتفتخر أيضا بثمار الجهود المضنية والمثابرة التي بُذلت والتي سمحت بنشر الأمن والأمان عبر كافة ربوع الوطن: «فذلكم هو يقيننا الصائب، بل الصادق الذي يملي علينا بهذه المناسبة، ومن على هذا المنبر الميداني، أن أتوجه بتحية عرفان وتقدير وإكبار لكل هؤلاء الرجال الصناديد الذين يرابطون في الثغور وعلى كافة الحدود الوطنية، بكل همة وشموخ ومثابرة وعزم، يدركون حجم المسؤولية التي يتحملون وزرها ويعون كل الوعي طبيعة، بل وحساسية المهام الموكلة لهم، يذودون عن حياض الوطن ويتصدون بكل التزام وبكل اندفاع وحماسة، ليل نهار، لأي كان، تسول له نفسه الماكرة والمغرر بها المساس بحرمة التراب الوطني، وأمن واستقرار الشعب الجزائري، وبمقدراته الاقتصادية ونسيجه الثقافي والاجتماعي». وفي ختام اللقاء، استمع السيد الفريق إلى تدخلات أفراد الناحية التي انصبت حول اعتزازهم بالتطور المشهود الذي يحققه الجيش الوطني الشعبي.