تشتهرحمضيات سكيكدة بنوعيتها وكميتها خاصة ببلديات الحدائق، صالح بوالشعور ورمضان جمال منها «الكليمونتين» التي كانت في سنوات الثمانينيات تصدّر لفرنسا انطلاقا من ميناء الولاية. وترتقب مديرية الفلاحة لولاية سكيكدة تحقيق إنتاج قدره 550 ألف قنطارا من الحمضيات بمختلف أنواعها خلال الموسم الفلاحي الجاري، في حين يتوقع أن يصل مردود الهكتار إلى 7 . 227 قنطارا، حيث أن عملية جمع المنتوج من مختلف الأنواع التي انطلقت في شهر نوفمبر المنصرم مازالت متواصلة. وأوضح رابح مسيخ إطار بمديرية المصالح الفلاحية ل «الشعب»، بأن الولاية تضم مساحة كلية تقدر ب 73 . 2852 هكتار، في حين أن المساحة المنتجة للحمضيات تقدر ب 91 . 2450 هكتار، كما أنّ هذه الشعبة عرفت تطورا كبيرا خلال العشر سنوات الأخيرة، وذلك بنسبة 17 بالمائة من حيث المساحة المغروسة، و10 بالمائة من حيث المساحة المنتجة، كما أنّ الإنتاج قفز بنسبة 72 بالمائة مقارنة بالسنوات الأخيرة، نفس الامر يتعلق بالمردود الذي وصل الى 55 بالمائة. ويتوزّع إنتاج الحمضيات على عدة مناطق بعدما كانت محصورة في سهل الصفصاف، بالحدائق، صالح بوالشعور ورمضان جمال، لتتوسع إلى مختلف بلديات الولاية، على غرار الجهة الشرقية من الولاية، خصوصا بعين شرار وبكوش لخضر، وفي الجهة الغربية من الولاية بتمالوس وكركرة. ويعود سبب الإنتاج الوفير لهذه الفواكه إلى السياسة المتبعة في ترقيه هذا النوع من النشاط، إضافة إلى تحكم الفلاحين في المسار التقني لتحسين قدراتهم المهنية بفعل الأيام التكوينية والتحسيسية، وكذا الدعم المالي من خلال برنامج الدعم الفلاحي خاصة ما تعلق بالمراقبة والعتاد المتطور الذي حصل عليه فلاحو المنطقة، وأشار ذات المسؤول أن «ارتفاع المردود راجع الى استبدال الأشجار المثمرة بأخرى ممّا ساهم في ارتفاع سقف الإنتاج». وحسب نفس المصدر، فإن عملية تجديد أشجار البرتقال جارية من طرف المستثمرين بالتنسيق مع المصالح الفلاحية، وهذا من شأنه أن يساهم في تطوير هذه الشعب الفلاحية، وتتحول الولاية إلى منتجة لأنواع مختلفة من الحمضيات ويأتي في مقدمتها الكليمونتين، واشنطن، سونقيل، دوبلفين محسنة، برتقال محلي فالنسيا، لافارنيا، بالإضافة إلى المندرين، الكليمنتين بدون نواة وغيرها. وتتوقّع المصالح الفلاحية تزايد نسبة الإنتاج هذا الموسم بسبب تزايد اهتمام الفلاحين بهذه الزراعة وتوسع زراعتها إلى بلديات ومناطق جديدة، ولم تعد زراعتها تحتكر على المناطق المشهورة، وتزايد الاهتمام بهذه الزراعة حسب نفس المتحدث، «لاعتبارات وعوامل مختلفة، يأتي في مقدمتها ملاءمة المناخ لهذا النوع من الزراعة ووفرة التساقط». وأكّد منتجو الحمضيات بالولاية أنّ انعدام مصانع تحويلية بالمنطقة خلق مشاكل كبيرة لهم خاصة بعد توقف نشاط مصنع «سيجيكو» لإنتاج العصائر والوحيد بالولاية الكائن برمضان جمال، الذي كان الضامن الوحيد لتسويق المنتوج ويساهم أيضا في خلق روح التنافس بين المنتجين، لكن بعد غلقه تفاقمت الوضعية أكثر، وهناك من الفلاحين من تعذر عليهم تسويق منتوجهم في ظل وفرته، كما أبدوا «استعدادا كبيرا لإنجاز مشاريع استثمارية في هذا المجال نظرا لما لها من أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية، وأيضا لكونها قادرة على إعادة بعث حركية تجارية واقتصادية ليس فقط على مستوى الولاية وإنما على مستوى الجهة الشرقية للوطن»، كما أن مثل هذه المشاريع الهامة ستساهم في خلق مناصب شغل للبطالين، إضافة إلى انشغال آخر طرحه المنتجون يتمثل في نقص غرف التبريد بالمنطقة. وتأسّف الفلاحون الذين التقت بهم «الشعب» للإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية باقتطاع حوالي 5 . 3 هكتار من إجمالي 11 هكتارا من المساحة المغروسة بمعدل 760 شجرة تقدر قيمتها الإنتاجية بحوالي مليار سنتيم، لإنجاز مشروع الطريق مزدوج يربط الميناء بالطريق السيار شرق غرب، رغم اعتراضهم الشديد على الإجراء الذي تسبب حسبما اوضحوا في أضرارا كبيرة بالثروة الفلاحية والأراضي الخصبة على مستوى رمضان جمال.