أجمع الأطباء المختصون على أن الجزائر سيكون لها شأن كبير في مجال الجراحة التجميلية والترميمية مستقبلا وتنافس بفضل كفاءتها وخبرة دكاترتها الجراحين الدول المجاورة وهو ما يسمح للجزائريين الذين يتوجهون إلى الخارج لإجراء عمليات جراحية بأسعار خيالية القيام بها محليا. وخلال أول مؤتمر دولي احتضنه وهران على مدار يومين حول الجراحة التجميلية والتقويمية الذي نظم من طرف مؤسسة آل تي تي بالتنسيق مع «نوفا ايفانت» ثمن المشاركون بالمجهودات التي تبذلها الجزائر حاليا في هذا المجال خصوصا وأن ثقافة هذا النوع من عمليات جراحة والتجميل الترميم كانت مغيبة في وقت سابق على الجزائريين. من جهته اكد رئيس الجمعية الجزائرية لجراحة التصليح والتجميل دكتور آيت عيسى مصطفى على السعي إلى جمع ولم شمل الجراحين في مجال الترميم والتجميل للخوض في هذه المغامرة الجديدة على الجزائر نظرا للطلب المتزايد على الجراحات الترميمية والتجميلية خاصة بالنسبة للنساء الجزائريات اللواتي أصبحن أكثر وعي من السابق. وأضاف ذات المتحدث أن عددا كبيرا من الجزائريون خاصة الذين يعانون من تشوهات بسبب حوادث يتوجهون إلى البلدان المجاورة للقيام بالجراحة الترميمية والتجميلية لذلك تهدف الجمعية التي تتضمن جراحون في مختلف التخصصات إلى تطوير الجراحة التجميلية والترميمية في الجزائر حتى يستفيد منها المصابون بالتشوهات وكذا الراغبون في تجميل مظهرهم الخارجي لان الجراحة التجميلية هي إنتقال من جسم مشوه إلى مظهر طبيعي. ولم يكن تخصص جراحة التجميل حسب الدكتور آيت عيسى مفتوحا للأطباء الجزائريون بالعدد الكاف إلى غاية هذه السنة حيث تم تخصيص لأول مرة دفعة في اختصاص الجراحة التجميلية، وهو ما سيسمح بتطوير هذا الاختصاص في الجزائر دون الاستعانة بالمختصين الأجانب حيث بات اختصاص الجراحة التجميلية والترميمية تخصص واحد يتم تدريسه في 3 جامعات جزائرية الجزائر العاصمة ووهران وعنابة. وأوضح أنه خلال 10 سنوات من المتوقع ان تكون الجزائر متفوقة في مجال الجراحة التجميلي حيث في وقت سابق كان الطبيب المختص في الجراحة هو الذي يقوم بالجراحة الترميمية للعضو ،فمثلا جراح الأذن والأنف والحنجرة يقوم بالجراحة التجميلية للأنف والمختص في أمراض النساء والتوليد ، كان في السابق هو الذي يرمم الصدر في حال كانت المرأة تعاني من مشاكل صحية . وأشار الى أن الكثيرون يجهلون المفهوم الحقيقي للجراحة التجميلي ويعتقدون أنها تقام لتجميل الوجه والجسم لكن ما لا يعلمون أن تخصص الجراحة التجميلية والترميمية لا يقتصر على تجميل المظهر الخارجي وإنما يتعلق أيضا بإصلاح بعض المشاكل التي يعاني منها المريض كالتشوهات الخلقية او الناتجة عن أمراض مختلفة كامرأة التي أنجبت عدة أطفال وبطنها مترهل حيث تقوم ببعض التعديلات التي تجعلها تسترجع حالتها الطبيبة ويندرج ذلك في إطار الطب الترميمي والتجميلي . وتوجد تشوهات خلقية على حد قول الدكتور تؤثر سلبا على نفسية الأشخاص الذين يعانون منها منذ الصغر فلذلك من المفضل أن تتم الجراحة في السنوات الأولى من عمر الطفل قبل دخوله للمدرسة لتفادي الضغوطات النفسية ونظرة المجتمع القاسية ولكن تتم الجراحة حسب حالة كل مريض. كمرحلة ما بعد سرطان الثدي حيث أن المرأة المصابة بهذا الداء تسعى إلى الحصول على مظهر جميل من خلال الجراحة الترميمية للصدر. من جهته تطرق البروفيسور ميشال من فرنسا خلال مداخلته إلى الجراحة الترميمية والتجميلية للصدر خاصة بالنسبة للنساء اللواتي قمن باستئصال الثدي كليا أو جزئيا بعد الإصابة بسرطان الثدي مشيرا الى أبرز تقنيات الجراحة التي تستعمل في هذا الشأن . لعياطي :»هدفنا التعريف باختصاص الجراحة التجميلية والترميمية في الجزائر « أكد المدير العام لشركة ‘نوفا ايفانت' لعياطي محمد أن أول مؤتمر حول جراحة التجميل والترميم كان من المفترض ان يقام في تونس إلا أننا ارتأينا أن ننظمه في الجزائر كي تكون تجربة جديدة تمهد لتطوير والتعريف بهذا الاختصاص في الجزائر . وأضاف لعياطي أن الإقبال الذي شهده المؤتمر خلال يومين لم يكن يتوقع كون اختصاص جراحة التجميل والترميم في الجزائر لا تزال غير متطورة بالشكل المطلوب مقارنة باختصاصات أخرى ،بالإضافة إلى المدة القصيرة لتحضير المؤتمر التي شارك فيها جزائريون وأجانب ، كما أوضح أن الحديث لأول مرة عن موضوع الجراحة التجميلية والترميمية وآخر التقنيات المستعملة في الجزائر فرصة هامة لتطوير هذا الاختصاص وتبادل الخبرة بين أطباء جزائريون وأجانب زادة على توفير الإمكانيات اللازمة في هذا المجال حتى يتمكن المواطنون في الجزائر من القيام بعمليات جراحة محليا دون الذهاب إلى الخارج نظرا لغلاء أسعارها.