صدحت، كل مساجد عاصمة الأوراس باتنة، على غرار باقي مساجد الجمهورية، بالدعاء بالرحمة والمغفرة والثواب لشهداء طائرة الأربعاء الأسود التي سقطت من الأسبوع الماضي، بمنطقة بوفاريك بولاية البليدة، راح ضحيتها 257 شهيد 7 منهم من ولاية باتنة. أدى، ظهر، أمس، عقب صلاة الجمعة، أئمة مساجد باتنة، صلاة الغائب على أرواح ضحايا تحطم الطائرة العسكرية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، حيث كانت خطب الجمعة بكل المساجد معزية في الكارثة الأليمة التي حلت بالجزائر، حيث دعا الأئمة للشهداء بأن يلهم الله ذويهم الصبر والسلوان و يرزقهم الجنة. وقد أشار بعض المصلين الذين تحدثت إليهم جريدة «الشعب» بهذا الخصوص عن تأكيد الجزائريين مرة أخرى للعالم مدى وحدتهم وتماسكهم وتآزرهم في أوقات المحن،حيث بكى، أمس، كل بيت من بيوت باتنةوالجزائر شهدا الوطن، مثبتين أن مبادئ وأخلاق التضامن والتكافل الاجتماعي قيم ثابتة لدى الجزائريين المعروفين بروح التضامن وحب الوطن والوقوف إلى جانبه أثناء الكوارث. مروانة، باتنة، بوزينة، أريس وغيرها من المدن التي فجعت في أبنائها و وراتهم الثرى،أمس، في أجواء مهيبة، وسط حضور قياسي وكبير للمواطنين وعائلات الضحايا وأقاربهم الذين انتقلوا أفواجا أفواجا إلى المثوى الأخير للشهداء بحضور السلطات المدنية والأمنية والعسكرية، وسط تضامن كبير لسكان باتنة مع عائلات الشهداء. حق للأموات على الأحياء إمام مسجد أول نوفمبر بمدينة باتنة ، وعلى غرار باقي أئمة الولاية خاصة بمقار سكنى الضحايا الذين قضوا في حادثة سقوط الطائرة بكل من مروانة، بوزينة، باتنة،اريس وغيرها أوصوا المصلين والمواطنين بمؤازرة عائلات الضحايا في المصاب الجلل وأوصوهم بالصبر والالتفاف حول الوطن . حيث تناول الأئمة في خطبهم الفاجعة الأليمة التي لحقت بالجزائر مؤكدين حرص الدولة على مواساة العائلات المفجوعة في أبنائها، حيث وجهت أهاليهم خلال عمليات الدفن بضرورة الصبر والرضا بقضاء الله وقدره و الدعاء بالرحمة للشهداء. وقد اتبعت صلاة الجمعة مباشرة بصلاة الغائب التي أكد بشأنها أحد الأئمة بأنها حق للأموات على الأحياء، وتؤدى خاصة لفائدة من لم يستلم أهلهم جثث ضحاياهم أو لم يعثروا عليها، كما أنها-حسب مصادر دينية- إحياء لأحدى سنن الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي مناسبة لتأكيد تآزر المسلمين مع بعضهم البعض ، ومن خلال الوقوف مع عائلة الضحية لكفكفة دموعه ولملمة جراحه إضافة إلى تحسيس عائلة الميت بأنهم ليسوا وحدهم في المصاب الجلل. كما فصل الأئمة خلال عمليات دفن الشهداء بمختلف مقابر بولاية باتنة، بأهمية تعزية عائلات الضحايا لأن الواجب الوطني والديني يقتضي ذلك، مذكرين بالمنزلة الرفيعة التي سيحضى بها بإذن الله شهداء تحطم الطائرة الذين أبوا إلا أن ينخرطوا في صفوف الجيش الوطني الشعبي لحماية حدود الجزائر وأمنها وصد كل محاولات التلاعب بالاستقرار والوحدة الترابية.