ولد قدور: نسعى لتقوية علاقاتنا التّاريخية مع الشّريك الايطالي أبرمت شركتا سوناطراك برئاسة الرئيس المدير العام عبد المومن ولد قدور والرئيس التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية كلاوديو ديسكالتزي، أمس بمركز المؤتمرات محمد بن أحمد بوهران ثلاث اتفاقيات تفاهم لتوسيع شراكتهما، بحيث تهدف الاتفاقيات إلى تعزيز التكامل بين الشركتين في الأنشطة المشتركة في الجزائر، وسيتم تحقيق ذلك من خلال التآزر الكبير الذي سيؤدّي إلى توفير كبير في التكاليف والكفاءة التشغيلية. في هذا الصّدد، قال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المومن ولد قدور، إنّ توقيع هذه الاتفاقيات تترجم إرادة الطرفين في تقوية الشراكة الموجودة منذ التسعينات، مضيفا أن إطلاق برنامج التنقيب والتطوير الطموح في حوض بركين له أهمية خاصة، وسوف يؤدي إلى إنتاج احتياطيات غاز جديدة من خلال استخدام وتحسين البنية التحتية الموجودة، مذكّرا بأنّ هدفهم تحويل شركة سوناطراك لمؤسسة اقتصادية تستجيب اقتصاديا لاحتياجات الجزائر قائلا: «علينا تنويع طرق نشاطنا والاعتماد على التكنولوجية لتطوير نشاط المجمع، خاصة في مجال التكرير». موازاة مع ذلك، استعرض مسؤول الجمعيات بشركة سوناطراك فريد جيطو الاتفاقيات المبرمة مع مجمّع سوناطراك وشركة «إيني» الإيطالية، وتتعلّق باتفاقية إنجاز خط الغاز يربط بيارام - أمالو بهدف نقل الغاز نحو محطات أمالو على مسافة 180 كلم، بحيث أخذ بعين الاعتبار ضرورة إنجاز هذا المشروع لبلوغ أهدافهم للغاز في نهاية 2019، بحيث سيتم نقل 7 مليون متر مكعب يوميا. أضاف جيطو أنّ الاتفاقية الثانية تتعلق بالإنسجام والتناغم، لتجميع الكفاءات وتقليص التكاليف بأكثر من 50 مليون دولار سنويا، وهو الهدف المرجو ليرتفع خلال عشر سنوات إلى 500 مليون دولار، لتحقيق قيمة مضافة، قائلا: «سجّلنا حوالي 800 مليون دولار كاتفاقية نهاية 2017، منها 400 مليون دولار اتفاقيات وقّعت بين «جياسا» والمستفيدين الآخرين، إذا قلّصنا ب 5 ٪ سنصل إلى تخفيض ب 40 مليون دولار». وأشار إلى أنّه، في حالة تجاوز 10 ٪ سيتم تقليص 80 مليون دولار من التكاليف، كما ستسمح هذه الاتفاقية بالحصول على قاعدة واحدة مشتركة للعمل على مستوى أمالو، التي ستتكفّل بهذا التناغم بين هذه المجمعات وتقليص الموظفين، وبالتالي الحصول على ربح ب 20 مليون دولار من الأجور. نفس الأمر أوضحه صالح مكموش نائب الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، قائلا إنّ الإنتاج يؤخذ إلى محطة أمالو منزل نجمة الشرق لمعالجته ب7 مليون متر مكعب، ويمكن أن يصل إلى 10 مليون على مسافة 150 كلم، مضيفا أن كلفته تقدّر بحوالي 200 مليون دولار، وحسبه أن المشروع يكون جاهزا نهاية 2019 وعمليا في 2020، مشيرا إلى شركة «إيني» ستستثمر مع سوناطراك مستخدمة التكنولوجيا. من جهته، قال خنفر يوسف مدير التنقيب إنّ المجمّع فكّر في تطوير استغلال بعض المناجم البترول والغاز، عبر الاتفاقية التي وقّعت سنة 2017 مع شركة «ايني»، تمّ على إثرها القيام بدراسات تسمى بركين شمال وجنوب، بحيث النتائج الأولى الصادرة عن هذه الدراسة في إطار بركين شمال، أظهرت أن هناك منطقة مهمة، ولهذا سوناطراك بصدد القيام بالتنقيب في الحقول غير مستغلّة، والعمل بالشّراكة التي أسفرت بعد اجتماعات عديدة مع «إيني» تمّ تحديد منطقة تمس زنقة العربي، سيدي فطيمة 2 وأورهود، لتطوير المناجم التي لم يتم تطويرها بعد والقيام بالتنقيب، وإدراج المناجم غير الموجودة، مشيرا إلى أنّ هناك اجتماع مرتقب في الشهر القادم حول طرق استغلال منطقة استخراج النفط من البحر، ويعرف هذا المشروع تقدّما. وتحدّث عمارة عن اتفاقية ثالثة، تتعلق بتقوية التنسيق وعلاقة الشّراكة في ميدان البحث والتطوير، تتعلق بتقديم تكنولوجيات جديدة في العمليات، خاصة الحفاظ على الحفر المطبقة في الخزانات غير التقليدية، والتنسيق بين سوناطراك و»إيني» لاستخدام التقنيات الجديدة لمخبر التحاليل النفطية، ومساهمة الشركتين لمعالجة إشكالية تأمين التدفق. ديسكالتزي: نهدف لتعزيز شراكتنا مع سوناطراك قال الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» كلاوديو ديسكالتزي: «إنّ تجديد التّعاون بين شركتينا في اتفاقات اليوم، يسمح لإيني اتخاذ خطوة هامة أخرى في بلد رئيسي مثل الجزائر وتعزيز شراكتنا الإستراتيجية مع سوناطراك، علاوة على ذلك بناء مختبر الطاقة المتجددة ونظام الضوئية على موقع الإنتاج BRN هو خطوة أخرى في عملية إزالة الكربون إيني». وأضاف أنّ هذه العملية تشمل تطوير الأعمال الخضراء 2 من خلال الالتزام المتزايد على الطاقة المتجددة والبحث العلمي والتكنولوجي، مضيفا أنّ مذكرة التفاهم تهدف إلى تحديد المواقع الأساسية ضمن منشآت سوناطراك، لإنجاز وحدات لإنتاج الطاقة الشمسية وإنجاز دراسات جدوى عند اختيار المواقع، وإعداد نموذج عمل لتطوير مشاريع محددة. علما أنّ «إيني» موجودة في الجزائر منذ عام 1981، وتشارك حاليا في 32 تصاريح التعدين مع إنتاج رأس المال في البلاد حوالي 100 ألف برميل من النفط المكافئ يوميا، الأمر الذي جعل الشركة اللاعب الدولي الرائد في الجزائر. ...ويؤكّد اهتمامهم بالاستثمار في مشاريع سوناطراك أكّد الرّئيس التنفيذي لشركة «إيني» الايطالية كلاوديو ديسكالتزي، في ندوة صحفية على هامش توقيع ثلاث اتفاقيات مع شركة سوناطراك، أنّ «إيني» مهتمّة جدا بالاستثمار في منطقة استخراج النفط من البحر التي تعد منطقة عذراء لم تستغل بعد ولها إمكانات، مضيفا أنّهم لا يملكون كل المعطيات وهم بصدد العمل على المشروع، بعدها يتم اختيار الهياكل. في هذا الإطار، أعرب ديسكالتزي عن سعادته بمواصلة الشّراكة مع مجمّع سوناطراك، من خلال المشاريع الكثيرة في مجال التناغم من أجل تقليص التكلفة في الأجور وعدد العمال قائلا: «بفضل هذه الإتفاقية سنعيد 130 عامل إيطالي إلى بلده، وبالتالي اعتماد مجمّع سوناطراك على الكفاءات الجزائرية»، منوّها بالمجهودات التي يبذلها مجمّع سوناطراك. وفي ردّه عن سؤال الصّحافة حول أهداف مؤّسسة «إيني» هذا العام بالجزائر، قال رئيس شركة «إيني» أنّهم بصدد «رؤية مستوى الإنتاج في المناطق العميقة، ونطمح للرفع من الإنتاج في مجال الغاز باستخدام التكنولوجية منها مشروع حاسي بركين، الذي يعد مهما بقدرة إنتاج بحوالي 8 مليون متر مكعب يوميا»، مضيفا أنّه ينبغي علينا الإسراع في التنقيب في البنايات الثلاثة التابعة لسوناطراك، للوصول إلى وضع الإنتاج بسرعة ورفعه. في هذا الشّأن، شدّد ممثّل شركة «إيني» على ضرورة الاستثمار في هذا المجال، بحكم توفّر الجزائر على الشروط الملائمة للاستثمار، والإمكانات الكبيرة في مجال الغاز، مشيرا إلى أنّهم بصدد إنتاج 5 آلاف برميل يوميا. وأضاف أنّه حينما تحصل «إيني» على أنبوب نقل الغاز نهاية 2019 يمكنها رفع الإنتاج وتجاوز 5 آلاف برميل يوميا، وفي سؤال حول حجم الغاز المستورد من طرف «إيني» سنة 2017، قال ديسكالتزي إنّه تمّ استيراد 11 مليار متر مكعب، مضيفا أن هناك مليارات من الاستثمار في الجزائر خلال الخمس سنوات القادمة، ففي 2017 تمّ استثمار في الجزائر حوالي 600 مليون دولار. وفي سؤال آخر، قال إنّ أول مشروع في الطّاقات المتجدّدة سيكون في جويلية 2018، الهدف هو استبدال الغاز بالطاقات المتجدّدة مثل الطّاقة الشمسية للحفاظ على مخزون الغاز، مضيفا أنّ الخطوة الأولى لهذا المشروع هي بلوغ 10 ميغاواط في حوض حاسي بركين، وهناك احتمال بلوغ العام القادم بناء 500 ميغاواط، مشيرا إلى أنّه سيتم استثمار 2 . 1 مليار أورو في إفريقيا وإيطاليا العام القادم، والوصول إلى إنتاج واحد ميغاواط من الطّاقة الشّمسية، قائلا: «حاليا لدينا 63 مشروع للوصول إلى إنتاج 5 جيقاواط آفاق 2025، هي مشاريع لمرافقة تطوير الغاز».