شدد الدكتور اسكندر عبد القادر سوفي رئيس جمعية «أنيس» لمكافحة السيدا وترقية الصحة أمس على ضرورة قيام مختلف فئات المجتمع خاصة النساء الحوامل بالاستقصاء (التشخيص) لمعرفة إن كان الشخص مصاب بفيروس فقدان المناعة أم لا كي يتم التحكم في المرض والتكفل بالمريض في الوقت المناسب والتحسيس، لاسيما وان الدولة تكفلت بحاملي الفيروس ووفرت لهم عشرة مراكز مرجعية لمكافحة الفيروس موزعة عبر الوطن وحوالي سبعين مركز تشخيص مجانا، بالنطر إلى الأرقام المروعة عن عدد المصابين بالفيروس منذ سنة 1985 لغاية اليوم والمقدر بحوالي ستة آلاف شخص متعايش مع المرض (أي 4745 حامل للفيروس) وخمسة آلاف لديهم مصل موجب و1118 شخص وصلوا للحالة الأخيرة والمعقدة من المرض وهذا استنادا لإحصائيات المخبر المرجعي الوطني. أكد الدكتور اسكندر عبد القادر سوفي أن الأرقام الرسمية عن عدد المصابين بفيروس فقدان المناعة بعيدة عن الحقيقة وان هناك فرق كبير بين الأرقام الرسمية والواقع، بسبب أن العديد من الأشخاص يجهلون إصابتهم بالمرض الذي ينتشر في جسم الفرد لسنوات بصورة هادئة ولا يمكن اكتشاف أعراضه الخارجية وفي نفس الوقت ينتقل الفيروس لأشخاص آخرين. كما أن المواطنين يعزفون عن القيام بالتشخيص لما يمثله المرض من طابوه وعار في المجتمع الجزائري المحافظ نتيجة نقص المعلومة حول طرق انتقال الفيروس. مضيفا لدى تنشيطه لندوة صحفية بمركز الصحافة - المجاهد - أن الأرقام الحقيقية تشير إلى وجود من 21 إلى 30 ألف شخص متعايش مع فيروس فقدان المناعة بالجزائر. مشيرا إلى أنه لا ينبغي حصر السيدا في مشكل الأرقام وان بلادنا بعيدة عن حالات الإصابة بالفيروس بدول إفريقيا جنوب الصحراء وان الوباء مازال محددا. وأوضح رئيس جمعية «أنيس» لمكافحة السيدا وترقية الصحة أن فئات المجتمع الأكثر عرضة للمرض وصلوا إلى حالة الوباء المركز مثلا تاجرة الجنس حيث تشير دراسة رسمية بالجزائر إلى وجود حوالي 4 بالمائة من تاجرة الجنس حاملة للفيروس، كما تظهر التقديرات العلمية إلى وجود من 30 إلى 40 ألف من مستخدمي المخدرات عن طريق الحقن حاملين للفيروس، وذلك بمنطقة المغرب العربي والجزائر. زيادة على ذلك فان المرض ينتقل إلى بلادنا عن طريق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، والأخطر أن هناك فئات عامة من المجتمع معرضة للإصابة وحوالي من 6 إلى 12 ألف امرأة متعايشة مع الفيروس، كون الوباء ينتقل إلى معظم النساء بالمنازل عن طريق أزواجهن، ولا يكتشفن ذلك إلا بعد وفاة الزوج. ودعا المتحدث إلى ضرورة التحسيس ونشر المعلومة عن الصحة الجنسية وسط الأفراد خاصة النساء الحوامل، وتنظيم تكوين خاص لأطباء النساء للتكفل بالنساء وبالأطفال والمصابين بالفيروس كي نتفادى حدوث إصابات جديدة معتبرا وسائل الإعلام أفضل وسيلة للتوعية. ولم يخف ممثل الجمعية قيام هذه الأخيرة بعدة نشاطات تحسيسية ووقائية. وفي هذا الصدد، كشف الدكتور سوفي عن تنظيم حملة وطنية لحماية النساء والأطفال من السيدا في الجزائر والمسماةبحمايةب والمتزامنة مع اليوم العالمي لمكافحة مرض السيدا والتي ستنطلق في الفاتح من ديسمبر2010 لغاية ال 30 نوفمبر 2011 بولاية غرداية، بحكم أن المنطقة محافظة لتستمر على كافة التراب الوطني، حيث سيشارك في هذه الحملة الوطنية التي تضم ورشات ومحاضرات وأيام برلمانية كافة الجمعيات الوطنية الناشطة في مجال حماية حقوق الإنسان وشخصيات فنية قصد إحداث صدى في أوساط المجتمع لاسيما الشباب.