كشفت السيدة كنزة حمزاوي حرفية في تربية النحل من ولاية البليدة، عضو جمعية نحالي المتيجة على هامش مشاركتها في معرض المدية عاصمة الحرفيين المنظم من طرف أكاديمية الفنون والثقافة لبلدية المدية، بأنه عقب مجهودات مربي النحل بهذه المنطقة لعدة سنوات تم تطوير هذا الاختصاص بعدما شرع في هذا العمل منذ سنة 1995 تحت إشراف الجمعية الوطنية لمربي النحل. أوضحت هذه المختصة بأن تجربة الجمعية سمحت لها بانتاج حبوب الطلع، الغذاء الملكي ومشاتل تربية الملكات، باعتبارها أساس تطوير هذه الشعبة الحيوية، وهكذا ساهمت جمعيتها بالمتيجة في تطوير تكاثر خلايا النحل والبحث عن السلالة الجيدة قصد إنتاج العسل الوفير لإشباع طلب وحاجات المستهلكين من هذه المادة الغذائية والطبية، ما ساعد الآن على انتاج الغذاء الملكي، حبوب الطلع، إلى جانب تطوير ميدان ترحيل خلايا النحل عبر الوطن من أجل تحسين نوعية العسل وكذا الانتاج. وأضافت بأنه وبعد هذه المجهودات وإلى غاية يومنا هذا يمكن القول بأنّنا طوّرنا هذه الشعبة «مادة العسل ومشتقاته» بنفس الخصائص النوعية التي تتصف عن تلك المستوردة من الخارج، علاوة على أن تجربتها واحتكاكها الدائم مع والدها محمد حمزاوي رئيس الجمعية الوطنية لمربي للنحل مكّنتها من التنقل إلى فرنسا بهدف تطوير معارفها التقنية ومهاراتها في هذا المجال، ممّا مكّنها وزملاؤها من المحافظة على السلالة الملكية المحلية، في وقت يجري العمل حاليا على تطوير سلالة النحلة الصحراوية لوجود بحث جاد في هذا المجال، كاشفة بهذه المناسبة أنه تم المحافظة على السلالة الوطنية أي النحلة الجزائرية التلية والصحراوية، مبدية حالة من القلق حيال تراجع انتاج مادة العسل بالمتيجة، حيث كانت تنتج الخلية في العشريات الفارطة 50 كلغ، بينما باتت تنتج من 2 الى 4 كلغ سنويا. ارتفاع إنتاج العسل بالمناطق الصّحراوية وأشارت أنّ جمعيتها لاحظت ارتفاع إنتاج العسل بالمناطق الصحراوية، وتم اكتشاف ذلك بعد ترحيل الخلايا من الشمال إلى الجنوب، كما تمّ اكتشاف أنواع أخرى من العسل مثل عسل اللباينة، السدر والحرمل ، مستطردة بالقول أن عسل الجزائر بإمكانه أن ينافس العسل العالمي إلا أن استمرار حالة التنافس يحب أن ترتبط بفتح مخابر تقنية لتطوير هذه الشعبة، وتعمل على المصادقة على العسل المعد للتصدير. وثمّنت النحالة كنزة ما يقوم به مربو النحل من مجهودات خاصة باختبار العسل المستورد من خارج الوطن وغير الصحي، واتّضح بأن العسل الجزائري يعد من أجود أنواع العسل في العالم، كما أن هناك أشخاصا هم بصدد إجراء بحوث لمعرفة أنواع العسل وأماكن إنتاجها وتركيبتها وخصائصها. اعتبرت المهتمة بميدان تطوير شعبة تربيه النحل تحت إشراف والدها محمد حمزاوي رئيس هذه الجمعية الوطنية لمربي النحل، بأنّ الطب البديل في بلادنا بات حتمية لابد منها، كون أنه في الوقت الذي صار هناك الكثير من الناس من يبحثون عن العلاج بالمواد الطبيعية، فإن الطب البديل ومن خلاله الخلطات لايمكن أن نتصورها بدون عسل باعتبار أن العسل أساس أي طب بديل، جازمة في هذا المقام بأنه حاليا ليس بمقدورنا تصدير العسل للخارج، غير أنه يمكن ذلك متى تم اخضاعه لعملية التصديق نوعا وكما، فضلا على أن غالبية ماركات العسل المستوردة غير صحية، بالاضافة إلى وجود منافسة غير متكافئة بين العسل الجزائري والأجنبي، مبرّرة تراجع إنتاج العسل بمنطقة المتيجة بسبب الفوضى في المعالجة الكيميائية للأشجار، إلى جانب السرقة التي تستهدف خلايا النحل، مشيدة بما يقوم به نحالو ولاية المدية من اهتمام بهذه المادة الحيوية. واختتمت بقولها بأن المستهلك الجزائري ليس مدركا لخصوصيات مادة العسل، كما أنه يحب عليه أن يستهلك هذه المادة كغذاء وليس كدواء، مضاف إلى ذلك أن الجزائريين يستهلكون أقل من 1 كلغ سنويا في حين تصل نسبة استهلاك الأجنبي لها حوالي 5 كلغ سنويا، وهي الاشكالية التي صارت تضطلع بها الجمعية الوطنية لمربي النحل كواحدة من البحوث العلمية.