أجمعت أراء المتدخلين في الندوة الفكرية التي احتضنها المركز الثقافي الإسلامي لبومرداس حول دور وسائل الإعلام في ترسيخ المواطنة»على أهمية الارتقاء بالأداء الإعلامي والعمل على إيصال رسالة موضوعية هادفة ونبيلة للقارئ تماشيا وأهداف ووظائف الإعلام في مجال التوعية والتثقيف وغرس فكرة المواطنة والدفاع عن المكتسبات ومقومات الأمة بعيدا عن الصبغة الذاتية والتجارية التي أثرت على ميدان الممارسة.. قدم الصحفي القدير عبد الحميد عبدوس خلال الندوة عصارة جهده ومسيرته الإعلامية الحافلة في خدمة الوطن والقارئ، أهمها الجانب المضيئ والتجربة الرائعة التي قضاها بجريدة الشعب التي بدأها سنة 1974، وعليه أخذت المداخلة جانبا كبيرا من النصائح والتوجيهات للاعلامين الناشطين بالحقل الصحفي وخاصة الجيل الجديد من اجل»التزام بالصدق والموضوعية في نقل الخبر والتحري عن الحقيقة قبل نشر أي موضوع إلى جانب الالتزام بالضمير والمهني وأخلاقيات المهنة»، مشيدا أيضا بالتجربة الإعلامية الجزائرية التي عاشها كمخضرم تحت مظلة الحزب الواحد وفي ظل التعددية وبالمكاسب المحققة في الميدان خاصة، وان الجزائر عرفت كما قال كيف تستثمر في العنصر البشري ومجال التعليم ومنها قطاع الإعلام والدليل وجود أقلام إعلامية لامعة شرفت الجزائر في المحافل الدولية واستطاعت تصحيح الصورة القاتمة عن فترة التسعينيات والعشرية السوداء التي خصها أيضا بجانب من الإهتمام في المداخلة باعتبارها فترة انتقالية ومفصلية في تاريخ تطور الإعلام التعددي والمسار الديمقراطي على حد قوله. من جهتها ركزت أستاذة علوم الإعلام بجامعة الجزائر زينب بوشلاغم على البعد الاكاديمي للإعلام وشروط الممارسة المهنية في الميدان وفق معايير أخلاقيات المهنة وشروط الإعلام الهادف في خدمة المواطن والمساهمة في إنجاح برامج التنمية المحلية ونشر ثقافة المواطنة والوعي الاجتماعي لكن مع الأسف تقول الباحثة «أن كل هذه المعايير الأكاديمية مغيبة تقريبا في مجال الممارسة بسبب خضوع أغلب وسائل الإعلام للضغوط التجارية والأهداف الربحية على تقديم رسالة التعليم والتثقيف وإصلاح المجتمع من باب مسؤولية الصحفي في ما ينشره من أخبار ودوره الكبير أيضا في المساهمة في ترقية المجتمع والذوق العام للأفراد.