كشفت إحدى الوثائق التي سربها موقع ويكيلكيس أن واشنطن تدخلت بشكل سري للضغط على العديد من الدول العربية لمنعها من دعم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وحزب الله اللبناني. مستخدمة فى ذلك معلومات استخباراتية إسرائيلية. فقد نشرت جريدة «غادريان» البريطانية أمس الثلاثاء نقلا عن برقيات دبلوماسية أميركية حصل عليها موقع ويكيليكس أن الولاياتالمتحدة عملت بشكل سري لمنع وصول إمدادت أسلحة إيرانية وسورية لحماس وحزب الله. ومن الوثائق التي كشفها الموقع برقيات للخارجية الأميركية تظهر أن واشنطن حذرت السودان في جانفي 2009 من السماح بتسليم أسلحة إيرانية لم يكشف عنها كان من المتوقع تمريرها لحماس إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتحدثت الوثائق عن أن الخارجية الأميركية طلبت من دبلوماسييها التعبير عن قلق غير عادي للسلطات السودانية. وتشير وثيقة ويكيليكس أيضا إلى أن الإدارة الأميركية أبلغت السعودية والإمارات وسلطنة عُمان وتشاد بشحنة الأسلحة الإيرانية الموجهة لحماس. وحذرت الدول المعنية من أن تسليم أي أسلحة يعتبر انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التي تحظر صادرات الأسلحة الإيرانية. وكانت محطة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية قد تحدثت في مارس 2009 عن قيام مقاتلات إسرائيلية بمهاجمة قافلة داخل الأراضي السودانية كانت تهرب أسلحة. وحول هذه التفاصيل، تكشف الوثائق أن الخرطوم اتهمت بعد ذلك واشنطن بشكل غير علني بشن هجومين جويين شرقي السودان الأول في جابفي 2009 أودى بحياة 43 شخصا ودمر 17 مركبة، والثاني في العشرين فيفري من ذات العام وقتل فيه 45 شخصا ودمرت 14 مركبة. وفي مارس 2009 كما تقول الوثائق المسربة التي نشرتها صحيفة «غادريان» أخطرت الولاياتالمتحدة الأردن ومصر بخطط إيرانية جديدة لإرسال شحنة من معدات عسكرية قاتلة إلى سوريا تمهيدا لنقلها إلى السودان ومن هناك إلى قطاع غزة!.. وطلبت واشنطن في حينه من الدول المعنية إجبار الطائرات على الهبوط للتفتيش أو عدم منحها إذنا بالتحليق في أجوائها. وفي أفريل من ذات العام، تتحدث برقيات دبلوماسية أميركية أن وزير الداخلية المصري حبيب العادلي كان وراء تفكيكك خلية لحزب الله في سيناء وخطوات أخرى لوقف تدفق أسلحة إيرانية من السودان عبر مصر إلى غزة. وفي نهاية الشهر المذكور -وفق البرقيات الدبلوماسية الأميركية- أبلغ مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مسؤولين أميركيين أن مصر نجحت في منع إيران من تمرير دعم مالي إلى حماس!.. ونسبت الوثيقة الدبلوماسية للوزير سليمان قوله: إن القاهرة وجهت رسالة واضحة لطهران: إذا تدخلتم في مصر فسنتدخل في إيران. موضحة أن سليمان أكد أن جهاز المخابرات المصري بدأ بالفعل تجنيد عملاء بالعراق وسوريا.