نجح عبد الرزاق مقري في ثاني امتحان له، بافتكاكه تأشيرة رئاسة حزب حركة مجتمع السلم في أشغال المؤتمر الاستثنائي السابع، تماما مثلما افتكها خلال المؤتمر الوطني الخامس، أمام منافس ليس بالهين ممثلا في شخص رئيس الحركة والوزير الأسبق أبو جرة سلطاني، بعد انسحاب المتنافس الثالث عبد المجيد مناصرة، الذي أسس حزبا قبل الاندماج مجددا في الحركة الأم. عادت الكلمة الأخيرة خلال المؤتمر الوطني لحركة مجتمع السلم، الوحيدة المنتمية إلى التيار الإسلامي التي حافظت على تواجدها في الساحة السياسية، بفضل النتائج المحققة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية وان سجلت تراجعا، إلى عبد الرزاق مقري الرجل القوي في الحركة، الذي استطاع زحزحة أبو جرة سلطاني قبل عدة أعوام، خصم لا يقل قوة تمكن من قيادة «حمس» بعد رحيل رئيسها الشيخ محفوظ نحناح. ورغم أن مقري كان الأقرب للظفر بمنصب رئيس الحركة بعد انسحاب أبو جرة، إلا أن الكثيرين تحدثوا عن تيار وسطي يقوده نائب مقري البرلماني السابق نعمان لعور برز بقوة، لم يتمكن من ربح معركة أمام مقري الذي تمكن طيلة ترؤسه الحركة ل 5 أعوام، من احتواء الحركة بما مكنه مجددا من الرئاسة، ولعل أبرز الأوراق التي لعبها وتحسب له، لم شمل الإخوة الفرقاء، مقنعا الوزير الأسبق والعضو القيادي عبد المجيد مناصرة، من العودة مجددا إلى صفوف الحركة الأم، بعد انشقاقه وتأسيس حزب جبهة التغيير. وإلى ذلك لم يبق مقري مكتوف الأيدي، إذ بادر بإعداد برنامج عمل للحركة، أعده خبراء في مختلف المجالات، لا سيما منها الاقتصادية والاجتماعية، تم عرضه لأول مرة بمناسبة الاستحقاقات الانتخابية للعام 2017، برنامج على الأرجح سيراهن عليه مرشح «حمس» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذا ما قررت المشاركة بمرشحها. مقري وبتمكنه من الحصول مجددا على منصب رئيس الحركة، يعود بقوة في الحركة التي وان سجلت تراجعا، الا أنها من أقوى أحزاب المعارضة حاليا في البرلمان، وفي الساحة السياسية عموما، وإذا كانت معركته السابقة عودة «حمس» بعيدا عن التكتلات التي أضعفتها أكثر مما قوتها، منح حيث النتائج المحققة في الانتخابات على غرار تكتل الجزائر الخضراء، فان المعركة الجديدة لعبد الرزاق مقري ستكون دون شك الانتخابات الرئاسية التي تفصلنا عنها سنة، والتي سيتم البدء في التحضيرات الخاصة بها، بمجرد استكمال المحطات التي تتبع المؤتمر.