أكدت كوريا الشمالية، أمس، إنها لا تزال على استعداد لاجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة بعد الغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة تاريخية كانت مقررة بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون ما يعيد شبه الجزيرة الى حالة الغموض مجددا. في إعلان مفاجئ ألغى ترامب، الخميس، قمة تاريخية كانت مقررة بعد أقل من ثلاثة أسابيع في سنغافورة مع الزعيم الكوري الشمالي، منددا ب «الموقف العدائي» لنظام بيونغ يانغ الذي حذره من أي عمل « غير مسؤول». وبرّر البيت الأبيض القرار بعدم وفاء بيونغ يانغ «بسلسلة من الوعود». وقال مسؤول امريكي طالبا عدم كشف اسمه ان ترامب «أملى بنفسه كل كلمة» في الرسالة. وجاء رد فعل بيونغ يانغ الفوري على الاعلان تصالحيا. فقد صرح كيم كي غوان النائب الاول لوزير الخارجية الكوري الشمالي في بيان نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية أن «الإعلان المباغت لإلغاء الاجتماع كان غير متوقع بالنسبة الينا ولا يسعنا إلا ان نجده مؤسفا للغاية». اضاف «نعلن مجددا للولايات المتحدة رغبتنا للجلوس وجهاً لوجه في أي موعد وبأي شكل لحل المشكلة». قبل الإلغاء، قالت كوريا الشمالية إنها دمرت «بالكامل»، موقع التجارب النووية في بونغي-ري، في خطوة وصفتها بأنها مبادرة حسن نية. لكن فرص نجاح القمة بحد ذاتها كانت موضع تشكيك مؤخرا، بعد تشدد في الخطاب مجددا بين البلدين. إذ حذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الإثنين خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الزعيم الكوري الشمالي من المراوغة مع واشنطن، وقال ان كوريا الشمالية قد ينتهي بها الامر، مثل ليبيا «إذا لم يبرم كيم جونغ اون صفقة» بشأن برنامجه النووي. تعقيبا على ذلك، قالت نائبة وزير الشؤون الخارجية فيها تشوي سون هوي «لا يمكنني ان أكتم مفاجأتي تجاه تصريحات تنم عن جهل تصدر عن نائب رئيس الولاياتالمتحدة». واضافت «لن نتوسل الولاياتالمتحدة من أجل الحوار أو نتعب انفسنا بإقناعهم اذا كانوا لا يريدون الجلوس معنا». هذا واعربت عدة دول عن صدمتها ودعت الطرفين الى التحلي بالصبروالعمل لاقرار حلول وسط تراعي مصالح الكل. قالت الصين في السياق: «تحقيق الانفراج الأخير في شبه الجزيرة الكورية جاء بعد جهود كبيرة، وعملية التسوية السياسية لا تزال أمام فرصة تاريخية». من جهتها، أكدت كوريا الجنوبية، أن الاتصالات المباشرة بين زعيمي الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية ضرورية.