قالت مصادر طبية باكستانية أن أكثر من أربعين شخصا قتلوا أمس السبت في هجوم انتحاري استهدف تجمعا لأناس كانوا يتلقون مساعدات في مركز لبرنامج الغذاء العالمي بمنطقة باجور شمال غرب باكستان على الحدود الأفغانية. فقد قال دوستي رحمن، وهو مسؤول في المستشفى الحكومي الرئيسي في منطقة باجور، لوكالة رويترز للأنباء: لقد عددت بنفسي أربعين جثة، لكن من المرشح أن يرتفع العدد لأن هناك الكثير من الجرحى في حالات حرجة، وهو ما صرح به مسؤولون آخرون وشهود عيان قالوا إن عدد القتلى قد يكون أكبر بكثير. من جهته، أعلن مسؤول حكومي في ذات المنطقة يدعى وصال أحمد أن الهجوم وقع عندما كان مئات الأشخاص متجمعين للحصول على الطعام المخصص للأشخاص الذين شردهم القتال. وتدل قوة الانفجار على الكمية الكبيرة من المتفجرات التي كان يحملها الانتحاري. ولا تحظى في العادة المراكز التي تقدم المساعدات الإنسانية بحراسة أمنية مشددة وبالتالي كان من السهل تنفيذ الهجوم. ويكون منفذ الهجوم قد توغل داخل حشود المواطنين القادمين لاستلام المعونات، ومن ثم فجر نفسه. مما يرفع من أعداد القتلى والجرحى. ويجعل حصيلة الضحايا كبيرة. وهو ما استنفر جميع المستشفيات في المنطقة. ويثير الاستغرب استهداف الهجوم لمركز توزيع المساعدات الذي يقصده مواطنون فقراء ومشردون، باعتبار أن حركة طالبان باكستان أعلنت أن أهدافها العسكرية تتمثل في استهداف المقرات الأمنية ومسؤولي الجيش. ولحد هذه اللحظة لم تتبن طالبان الهجوم كما أن الجيش الباكستاني لم يشر بأصابع الاتهام إليها. ويتوقع إن هجوم أمس سيكون مبررا وسيدفع الجيش الباكستاني للرد عبر عملية عسكرية في المناطق القبلية لتخليصها من نفوذ طالبان. وكان مسؤول عسكري باكستاني رفيع قد أشار في أكتوبر الماضي إلى أن الجيش يحتاج إلى ستة أشهر لتطهير المنطقة من مسلحي طالبان.