يعتزم مجمع لافارج هولسيم الجزائر الشروع في أولى عمليات تصدير الأسمنت مع نهاية السنة، بعد بلوغ إنتاج سنوي معتبر، حيث ستكون دول غرب إفريقيا الوجهة الأولى للتصدير في إطار سياسة الدولة للتصدير خارج قطاع المحروقات. كشف سارج دوبوا مدير العلاقات العامة لمجمع لافارج أن الأخير يعتزم تصدير “مئات آلاف الأطنان” من الإسمنت خلال الأشهر القليلة القادمة نحو عدة بلدان في إفريقيا الغربية، وهي الخطوة الأولى التي تقوم بها المؤسسة بعد بلوغ إنتاج وطني معتبر وفق الإستراتيجية المتبعة. وأوضح دوبوا في لقاء مع الصحافة سهرة أول أمس بفندق لامارازا بالعاصمة أن لافارج نجح في خطته الإستثمارية باكتساب شركاء جدد سواء داخل الوطن أو خارجه من خلال برنامج يرتكز على التصدير بالدرجة الأولى نحو القارة الإفريقية وهو ما سيتحقق في الثلاثي الأول من السنة الجارية. أكد المسؤول أن لافارج هولسيم الجزائر بصدد التوقيع على عقد ضخم لتصدير مئات الآلاف من أطنان الإسمنت الرمادي في شكل إسمنت فج دون توضيب نحو بلدان من إفريقيا الغربية خلال الأشهر القليلة القادمة، مضيفا أن إجراءات التصدير جاهزة مع الدول التي ستستقبل شحنات هائلة من الإسمنت. وأوضح سارج دوبوا أن حوالي خمسة عشر بلدا من إفريقيا الغربية أبدت اهتمامها بمنتجات لافارج هولسيم الجزائر، وأشار إلى أن المجمع يتطلع إلى رفع صادراته نحو هذه المنطقة إلى 5 ملايين طن في آفاق 2020 وهو ما يمثل نسبة 30 بالمائة من السوق، مؤكدا أن تسطير مخطط للتصدير على المدى الطويل نحو إفريقيا ليس بالأمر السهل في الوقت الحالي، لأن سوق الإسمنت على مستوى القارة تعرف منافسة شرسة. ثمن المتحدث النتائج التي حققها لافارج مؤخرا، وأوضح أن الجزائر ستسجل فائضا بنحو 10 ملايين طن في السنة من الاسمنت بغضون 2020 وهو رقم متفق عليه في القطاع بالنظر للقدرات الصناعية التي يتم إنشاؤها حاليا وهو ما يستدعي التحضير لتصدير هذا الفائض. وفي هذا الإطار، تعتزم لافارج - هولسيم في مرحلة أولى تصدير 500 ألف طن من الاسمنت ابتداء من الثلاثي الأول 2018، نحو دول من غرب إفريقيا، وفي رده على سؤال حول اختيار هذه المنطقة أشار المسؤول أن المجمع يملك فرعا مختصا في التجارة الدولية وهو “لافارج - هولميوم تريندينغ” يستحوذ على 50 بالمئة من المبادلات في مجال الاسمنت في منطقة المتوسط وغرب إفريقيا وهو ما يسمح بإيجاد منافذ خارجية للمنتج الجزائري. وأبدى سارج دوبوا تفاؤل لافارج الجزائر بولوج السوق الإفريقية قائلا”، أن العجز الذي يعرفه السوق في إفريقيا الغربية يشكل فرصة جيدة لتصدير الاسمنت الجزائري، مضيفا أن دول إفريقيا الغربية تستورد نحو 21 مليون طن سنويا فهو سوق يسجل نموا قويا بالنظر للعامل الديموغرافي الهجرة نحو المناطق الحضرية نقص الكلس وهو مادة اولية في إنتاج الاسمنت ونقص الطاقة في هذه المنطقة. كما تطرّق المتحدث إلى إستراتيجية مجمع لافارج في تثمين المورد البشري الذي اعتبره أساس نجاح المؤسسة في تحقيق نتائج نمو إيجابية لم تكن متوقعة، حيث ذكر أن هناك برنامجا شاملا خلال السنة الجارية لتعزيز إجراءات السلامة في محيط العمل والحفاظ على صحة العمال. في سياق الإستراتيجية المتبعة وضع لافارج حسب مدير العلاقات العامة مخططا لتثمين النفايات من خلال إعادة تدويرها ورسكلتها لإنتاج مواد صناعية، وذلك في إطار الحفاظ على البيئة من جهة واستغلال النفايات التي ترمى أطنان منها سنويا، في حين أن مشروع التدوير سيسمح بتوفير مواد أخرى في إطار مخطط جديد للعصرنة. وتجدر الإشارة إلى أن مجمع لافارج هولسيم نال الأسبوع المنصرم الجائزة التشجيعية لسنة 2018، من طرف المركز العالمي للتجارة الجزائر، نظير جهوده في التوجه نحو التصدير ضمن إستراتيجية الدولة للتصدير خارج قطاع المحروقات. وتستهلك الجزائر سنويا نحو 22 مليون طن من الاسمنت منها 18 مليون ينتج محليا، حيث تقوم مؤسسات القطاع العمومي بتأمين 65 بالمئة من الإنتاج الوطني لكن البرنامج الوطني لتوسيع الإنتاج في هذا القطاع يضم عددا من المشاريع يشرف عليها خواص لتحقيق الاكتفاء الذاتي مع نهاية 2018.