خيبت المنتخبات العربية والإفريقية في أول ظهور لها في منافسة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بروسيا، بعدما انهزمت كلها في لقاء الجولة الأولى من الدور الأول للمونديال الروسي. مستويات جعلت عشاق الكرة يتساءلون عن سر هذا الضعف الذي ظهروا به خصوصا أن منتخبات مثل المغرب ومصر والسعودية كانت مرّشحة على الأقل لبلوغ الدور الثاني. الصدمة الأولى كانت في اللقاء الافتتاحي الذي جمع البلد المنظم المنتخب الروسي ضد المنتخب السعودي الذي أبهر الجميع في المباريات الودية التحضيرية للموعد العالمي، آخرها كان أمام المنتخب الألماني، قبيل انطلاق المونديال الذي انهزم ضده بهدفين لهدف، لكن المنتخب السعودي مرّ جانبا وتكبّد هزيمة تاريخية جديدة، بعدما أمطر رفقاء «غولوفين» شباك حارس الهلال السعودي «عبد الله المعيوف» بخماسية كاملة، في سيناريو مشابه لنهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، حين انهزم الأخضر بثمانية نظيفة ضد المنتخب الألماني. من بين الأسباب التي تكون وراء الهزيمة الثقيلة كثافة المباريات الودية التي خاضوها خلال الشهر الأخير، والمجهودات البدنية الكبيرة التي قاموا بها لكي يبقوا في المنافسة ما جعلهم يعانون أمام المنتخب الروسي في أول لقاءات المونديال. يبدو بأن الاتحادية السعودية تجني ثمار عدم الاستقرار في الجهاز الفني للمنتخب، بعدما أقال مسؤولوها المدرب الهولندي «فان مارفيك» الذي أهل السعودية إلى نهائيات مونديال روسيا بعد غياب دام ثمانية سنوات كاملة، ليخلفه المدرب الأرجنتيني «إيدواردو باوزا» الذي قاد العارضة الفنية للمنتخب في خمس مباريات ودية فقط، وأقيل بعدها في شهر نوفمبر الفارط بسبب سوء النتائج بعد انهزام المنتخب في ثلاثة لقاءات، ليتم تعيين مواطنه «أونتونيو بيتزي» الذي يقود المنتخب، منذ 7 أشهر وقام بتحضيرات مميزة في السعودية واسبانية، وخاض عددا معتبرا من المباريات الودية، لكنه لم يتمكن من الظهور بالوجه المنتظر مع افتتاح مباريات المونديال، ومن دون شك ستكون الأمور صعبة على الطاقم الفني واللاعبين السعوديين من أجل تخطي عقبة الهزيمة الثقيلة أمام نجوم المنتخب الاوروغواياني والفوز عليهم لإنعاش حظوظهم في التأهل للدور الثاني، أمام منافس قام بما كان مطلوبا منه وحقق دخولا موفقا في المنافسة ضد المنتخب العربي الثاني في مجموعة المنتخب المصري. عودة صلاح قد تعيد القوة «للفراعنة» ؟ ممثل العرب الثاني المنتخب المصري، لم يظهر بتلك القوة التي عوّدنا عليها في القارة السمراء، بعدما تمكن في الطبعة الماضية من نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون 2017 من بلوغ المقابلة النهائية وانهزم أمام أسود الكاميرون. المصريون ورغم أنهم وقفوا الند للند أمام رفقاء القناص «كافاني»، إلا أنهم انهاروا في الثلاثين دقيقة الأخيرة من عمر اللقاء وتلقوا هزيمة قاسية، أخلطت حساباتهم في باقي مشوار البطولة، خصوصا أنهم سيواجهون المنتخب الروسي في لقاء الجولة الثانية المدعم بعاملي الأرض والجمهور. رغم أن المواجهة المقبلة ستعرف مشاركة محمد صلاح، نجم الفراعنة ونادي ليفربول الانجليزي، أفضل لاعب في البيرمرليغ وهدافها، هو الغائب في المواجهة الأولى بسبب الإصابة التي تلقاها في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية الذي خسرها فريقه ضد النادي الملكي ريال مدريد، إلا أنه قد يمر جانبا في هذا اللقاء، كونه يخضع للعلاج وبعيد عن المنافسة الرسمية منذ تلك الفترة، فهل سيعود الفراعنة بعودة صلاح. المنتخب المغربي هو الآخر خيب عشاق الكرة العربية والإفريقية، بعدما تكبد هزيمة قاسية ضد المنتخب الإيراني، هزيمة جاءت من نيران صديقة من رأسية في الدقائق الأخيرة، جعلت المنتخب المغربي يتكبد الهزيمة متحسرا بذلك على كل الكرات التي ضيّعها رفقاء المتألق «امرابط» أمام المرمى والتي كان بإمكانهم ترجمتها إلى أهداف. تلقى المدرب الفرنسي «هيرفي رونارد» انتقادات كثيرة بسبب الخطة المنتهجة، كما لاموه كثيرا على تغييره لأماكن بعض اللاعبين .. وقد يظهر المنتخب المغربي بوجه أقوى في اللقاء الثاني أمام المنتخب البرتغالي بعد تصحيح أخطاء المواجهة الأولى، لكن المأمورية لن تكون سهلة أبدا أمام رفقاء الدون «كريستيانو رونالدو» أحد المرشحين لبلوغ أدوار متقدمة في المنافسة، هم الذين دخلوا المنافسة بقوة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز أمام منتخب إسباني قوي مرشح هو الآخر للظفر باللقب. نيجيريا .. صعوبة كبيرة كما كانت الخيبة أكبر، سهرة السبت، بعد هزيمة المنتخب النيجيري الذي كان منافسا ل «الخضر» في تصفيات كأس العالم، هو الذي بدا ضعيفا أمام المنتخب الكرواتي سيطر على اللقاء بالطول والعرض ودخل المنافسة بقوة بتسجيله لثنائية نظيفة الأولى كانت هي الأخرى من نيران صديقة والثانية كانت من ركلة جزاء بعد خطأ في منطقة العمليات، ليطرح ذلك المستوى الكثير من علامات الاستفهام. سيكون المنتخب التونسي اليوم أمام مأمورية صعبة ضد منتخب انجلترا في سهرة عسيرة على نسور قرطاج، الذين قد يحملون على عاتقهم إعادة الهيبة للمنتخبات العربية والإفريقية في هذه الدورة، والتمكن على الأقل من تحقيق نتيجة إيجابية وتسجيل أول أهداف المنتخبات العربية والإفريقية في هذه المنافسة، في انتظار المنتخب السنغالي الذي سيدخل المنافسة غدا أمام المنتخب البولوني. بعد هذا الدخول غير الموفق، باتت الجماهير العربية والإفريقية متشائمة على مصير المنتخبات التي تمكنت من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال روسيا، وأضحى لسان حالها بأن جلهم سيقصون في المباراة الثانية دون انتظار اللقاء الأخير، وأكدوا للجميع بأن الوقت لم يحن بعد لكي يبلغ منتخب عربي أو إفريقي الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخ المنافسة، فهل سنشاهد انتفاضتهم في اللقاءات المقبلة أم أن الأمور حسمت مبكرا ؟