تحتضن مدينة تاراغونا الاسبانية منذ أمس فعاليات الدورة 18 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، والتي ستتواصل الى غاية 1 جويلية القادم، حيث يتنافس رياضيو 26 دولة في 31 رياضة مبرمجة في مدينة تاراغونا و15 بلدية قريبة بعد أن تمّ التحضير بشكل جدي لإنجاح هذا الموعد المتوسطي الكبير الذي سيعرف حضورا قياسيا للرياضيين قد يفوق 3600 ليكون نقطة لانطلاق مشوار كبير أو تأكيد على مستوى العديد من الرياضيين. وسبق لإسبانيا أن احتضنت دورتين للألعاب المتوسطية كانت الأولى في عام 1955 ببرشلونة، وفي 2005 بألميريا قبل تنظيم الدورة في مدينة تاراغونا، حيث أن المواعيد المتوسطية هي محطة للتنافس الرياضي وفرجة وفرحة في نفس الوقت للرياضيين، وفرصة للجمهور الذي يحضر بأعداد غفيرة لمتابعة مختلف الرياضات المبرمجة لتشجيع الأبطال أو اكتشاف مواهب يكون لها شأن كبير في المستقبل. مشاركة الجزائر في 24 رياضة وتشارك الجزائر في دورة تاراغونا بطموحات كبيرة في 24 رياضة يسعى من خلالها رياضيو مختلف المنتخبات الوطنية إلى التألق، رغم أن بعض الاتحاديات فضّلت إعطاء الفرصة لرياضيين شبان بإمكانهم تحسين مستواهم باستمرار بعد الاحتكاك مع المستوى الكبير، خاصة وأن بعض الرياضات ستشهد منافسة من مستوى عال جدا. الفوج الأول للبعثة الجزائرية كان قد حلّ ليلة يوم الأربعاء الى الخميس بمطار ريوس بتاراغونا، والذي كان يشمل رياضيي المنتخبات الوطنية لكرة القدم، الجمبار، الكرة الطائرة والمصارعة..خاصة وأن الفريق الوطني لكرة القدم بدأ المنافسة يوم أمس بمباراة أمام المنتخب الاسباني. ومن المؤكّد أن الفريق الجزائري الذي يضم لاعبين أقل من 18 سنة سيعمل على تقديم أداء مشجّع، يؤكّد العمل الذي يقام من طرف كل من شارف، أشيو وسبع..وستكون الفرصة أمام لاعبينا للعب مقابلات ستفيدهم في مسيرتهم فرديا وجماعيا. ويتواجد الفريق الوطني في مجموعة تضم كل من إسبانيا والبوسنة، مما يعني أن المنافسة ستكون قوية على أرضية الميدان، وسطّر الطاقم الفني أهدافا تقنية ستمكّن اللاعبين أكثر من كسب تجربة كونهم سيحتكون مع لاعبين تكونوا في أندية لها مستوى عالمي كالمنتخب الاسباني الذي يضم عناصر من البارصا والريال، حسب ما أكده لنا أحد أعضاء الطاقم الفني لمنتخبنا لكرة القدم، خاصة وأن البرنامج المسطّر من طرف المديرية الفنية يسمح لهؤلاء اللاعبين تطوير مستواهم، والعمل على المدى المتوسط بمخطط يجعل منتخبات الفئات الصغرى تلعب باستمرار المنافسات للوصول الى مستوى أفضل. براف: «عملنا على إبراز الأهمية التي نوليها للألعاب المتوسّطية» والتقينا برئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف في مطار هواري بومدين قبل سفر الفوج الأول من الوفد الجزائري إلى تاراغونا، حيث عبّر عن ارتياحه لمستوى التنظيم بالنسبة لتنقل البعثة الجزائرية والجو السائد، كما قال حول البعثة الجزائرية التي تضم 233 رياضي: «سننظّم فعاليات الدورة القادمة 2021، وبالتالي فقد عملنا على إبراز الأهمية التي نوليها لألعاب البحر الأبيض المتوسط من خلال هذه المشاركة المعتبرة، ويبقى للرياضيين الآن كسب بعض الميداليات خلال المنافسات المبرمجة». وعن الأهداف المسطّرة، فإنّ رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أشار أنّ ذلك حدّد من طرف الاتحاديات وكذا وزارة الشباب والرياضة، وبحكم أن بعض التأخر سجل في التحضيرات لا يمكن تحديد بصفة دقيقة هذه الأهداف، وأظن أن العزيمة قوية بالنسبة للرياضيين الذين بإمكانهم تحقيق نتائج موفّقة. أما مدير الرياضات بوزارة الشباب والرياضة علي محمد لمين بختي، أكّد خلال تصريحه قبل تنقل البعثة إلى إسبانيا: «الهدف هو الحصول على أحسن تمثيل ممكن، أتمنى أن تكون نتائج الدورة بالنسبة لرياضيينا أحسن من تلك المسجلة في الدورة الماضية بمدينة مرسين التركية»، كما أوضح أنّ التحضيرات لم تتوقّف وإنما سار الرياضيون مع مدربيهم في البرنامج المسطر ضمن الأندية، والأهداف التقنية تحدّدها المديريات الفنية الوطنية للاتحاديات المعنية». منافسة من مستوى عال في رفع الأثقال ويمكن القول أن الاتحاديات قامت بتسطير برنامج لهذه الألعاب، والتي قد تعطي رؤية أوضح حول امكانيات العديد من الرياضيين حيث يرى رئيس الاتحادية الجزائرية لرفع الأثقال عبد اللاوي العربي، أن ألعاب تاراغونا تعد مناسبة لتشبيب الفرق الوطنية وكذا التحضير لأولمبياد طوكيو عام 2020. ويشارك المنتخب الوطني لرفع الأثقال ب 5 عناصر (2 لدى الذكور و3 للاناث)،حيث أشار رئيس الاتحادية أن المنافسة ستكون من مستوى عال بحضور رباعين مميّزين من تركيا، اليونان وإسبانيا والهدف بالنسبة للميداليات مركز على الرباع نافع سرياك الذي بإمكانه تحقيق نتيجة معتبرة. وسيكون الصّراع على أشده في دورة تاراغونا بالنسبة لمنافسة رفع الأثقال التي تنطلق اليوم بين أحسن الرباعين لدى البلدان المذكورة، والتي لديها تقاليد في هذه الرياضة وكثيرا ما ارتقى المستوى الى درجة كبيرة. الكرة الطّائرة..تشبيب تشكيلة المنتخب الوطني كما أنّ رياضة الكرة الطائرة دائما في الموعد لتقديم الأفضل رغم المنافسة الشديدة لدى الذكور والإناث مع منتخبات حوض البحر الأبيض المتوسط حيث ستشارك الجزائر لدى الجنسين بهدف واحد، حسب ما أكده رئيس الاتحادية مصطفى لموشي من خلال تشبيب الفريقين، وكسب التجربة اللازمة تحسّبا للمنافسات القادمة، حيث يعول كل من مدرب الذكور بوهلة سليم ومدرب الاناث مولة علي صالح على انتهاز هذه الفرصة لإجراء مقابلات ذات مستوى عال للاستفادة أكثر بالنسبة لفريقنا الوطني للذكور والاناث ببروز وجوه جديدة بإمكانها أن تكون أحسن خلف للأسماء اللامعة التي كانت ضمن الفريق الوطني في السنوات الماضية، لا سيما لدى الاناث حين عرف المنتخب الوطني نجاحات كبيرة على الصعيد القاري ومشاركات في الألعاب الأولمبية. وتشارك الجزائر في رياضة الجمباز ب 5 عناصر (3 ذكور و2 لدى الاناث) بهدف الوصول الى النهائي، خاصة وأن التحضيرات لم تكن قوية وكانت مركّزة في الأندية التي ينتمي اليها الجمبازيون، حسب ما أكده المدرب حميسي سعد الدين. وفي دردشة مع الجمبازيين الذكور قبل التحول إلى تاراغونا، أكدوا لنا أنّهم سيعملون كل ما في وسعهم لتشريف الألوان الوطنية رغم المنافسة الشديدة التي ستعرفها مسابقة الجمباز في هذا الموعد التي ستنطلق اليوم وتدوم 4 أيام. أصداء ❊ يسود مدينة تاراغونا جو لطيف، وتقارب درجة الحرارة رقم 30، حيث أن عناصر البعثة الجزائرية ارتاحوا لذلك بالنظر للجو الذي عرفناه في الجزائر العاصمة في الأيام الأخيرة. ❊ يغيب الملاكم الجزائري محمد فليسي عن الموعد المتوسطي بسبب الاصابة حيث تأسّف الجميع لهذا الطارئ، كون الملاكم المعني كان بإمكانه الصعود إلى منصة التتويج بالنظر لمستواه الكبير.
❊ تعرف فعاليات الدورة ال 18 لألعاب البحر ألبيض المتوسط تغطية إعلامية كبيرة، وذلك بحضور قياسي للصحافة الرياضية الجزائرية من ممثلي مختلف الصحف والقنوات الاذاعية والتلفزيونية، كون الموعد محطة هامة للرياضة في البحر المتوسط لهذا الصيف.
❊ يسأل معظم الصحافيين باستمرار عن نتائج مقابلات المونديال الروسي أو محاولة متابعة بعض المقابلات من حين لآخر، حيث أن دورة تاراغونا تزامنت مع كأس العالم هذه المرة حيث بالرغم من كثافة مواعيد دورة تاراغونا، فإن متابعة أحداث المونديال تبقى مهمة ولو بدرجة أقل.
❊ تضم البعثة الجزائرية وجوها رياضية بارزة سبق لها وأن تألّقت في الألعاب المتوسطية، على غرار رئيسة الوفد الجزائري حسيبة بوالمرقة وصورية حداد، مما سيشجّع الرياضيين على محاولة التألق والسير على خطى هؤلاء الأبطال، ويمكن القول أن بوالمرقة كانت قد توّجت باللقب الأولمبي في مدينة برشلونة القريبة عن تاراغونا بأقل من 100 كلم. رصدها: حامد حمور مبعوث «الشعب» إلى تاراغونا