أحيى ليلة أول أمس الفلكلور الصحراوي التراث اللامادي العريق الذي ينبع من الحضارة الترقية والإفريقية الأصيلةئالسهرة السابعة والأخيرة من ليالي مهرجان فنون الأهقار تينهنان أباليسا بمخيمات ''اقنار'' التي اشتعلت بالاحتفاء في سهرة تنبض بكل ما هو عريق وجذبت العشاق من كل صوب في عاصمة الأهقار، تجاوب معها التوارق إلى غاية النهاية، غير مصدقين أن حلم السهرات والنغمة الموسيقية التي أضاءت لياليهم وملأتها بالفرحة ممتزجة بالفرجة قد انتهت. ولقد امتزج في هذه السهرة فن الغناء والطرب التقليدي بفن الحكواتي أو القوال باللغتين العربية والفرنسية شد الكبار والصغار، وأخذت بالفعل هذه السهرة تسطع بالأصالة العريقة، ولم يغب عنها الرقص الصحراوي المتميز. وافتتحت السهرة الغنائيةئ برقصة الجمال، ثم تلتها رقصة تندية أصيلة أدتها جمعية أليون لمين يغمار القادمة من ولاية إليزي، وعرفت هذه الفرقة التي تضم في صفوفها عشر نسوة بما تكتنزه منطقتها من فلكلور. أما الفرقة الثقافية برزانة عين قدم القادمة من عين صالح ،فلم تتخلى كالعادة عن رقصة البارود وعقب ذلك أدت رقصة الطبل ورقصة الجلالة، لتغازل المديح الديني الذي أضفى على الحفل رونقا خاصا. وتواصلت فعاليات هذه السهرة بتقديم فرقة أباليسا جاقب للفلكلور والثقافة لما تتقنه من أداء، ويطلق عليها كذلك جمعية الأحلام للفلكلور والثقافة، حيث أكد رئيسها ل''الشعب'' على هامش الحفل أنه حريصين على الدفاع والحفاظ على ثروة الفلكلور التراثية، الذي يراهن عليه في المحافظة على الهوية، إلى جانب العمل على تطويره وترقيته من جيل على آخر وحتى لا يغمر ويندثر. وانسجم فن القوال أو الحكواتي كما يصطلح البعض على تسميته مع الفلكلور بل تناغما معا في قالب متوازن ومتواصل على إيقاع موحد، وتألق في هذا الفن الحكواتي الجزائري ماحي الصديق وفنانة قادمة من بوركينافاسو والتي قدمت طبق فنها وإبداعها باللغة الفرنسية. ودع التوارق والتمنراستيون الليالي الحالمة التي أضاءت لهم لياليهم وزينت لهم أيامهم بفضل ما أحدثه المهرجان من حركية ثقافية وفنية، والذي اخرج الترقي من منزله رغم قساوة البرد الذي يلسعك ليلا والحرارة التي تخدشك في النهار. وجاءت الليلة السابعة بعد عرض جميع الفنون الموسيقية والألوان الغنائية من تندي ترقي جزائري إلى نظيره الإفريقي طيلة السهرات الفارطة، ممزوجا برقصات البعض يشاهدها لأول مرة لتكون ختاما تقليديا أصيلا يعكس ذلك الحرص القائم للمحافظة على التراث اللامادي.