كشفت آخر حصيلة عن استفادة ما لا يقل عن 150 ألف معوز جزائري من صندوق الزكاة خلال سنة 2010، وتم تمويل في إطار القروض الحسنة نحو 3000 مشروع في عدة قطاعات على غرار الميكانيك والفلاحة والإعلام الآلي والتكنولوجيا والخدمات لفائدة فئة البطالين، علما أن الطبعة التاسعة للصندوق الذي رفع شعار «صندوق الزكاة من آليات تجفيف منابع البطالة والعنف» تم التحصيل فيها ما يناهز 90 مليار سنتيم، والرقم يتطلع إلى رفعه على اعتبار أن الزكاة مرشحة لان تتبوأ مكانتها كي تصبح آلية مالية توفر الموارد المالية . أكد الخبير بشير مصيطفى خلال رده على أسئلة «الشعب» أن الجزائر أحبت أو كرهت ستلجأ إلى تطبيق زكاة الريكاز او ما يصطلح عليها زكاة النفط، كما لجأت تماما في سنة 1993 إلى صندوق النقد الدولي حيث لم يكن احد يشك أو يتوقع أنها ستتبنى ذلك الخيار، لان زكاة الريكاز على حد تقدير الخبير في الاقتصاد الجزائري من شأنها احتواء الضغوطات الداخلية وما يصاحبها من انخفاض في القدرة الشرائية، ولان 60 بالمائة من سكان الجزائر كما أشار مصيطفى اعمارهم تحت سن الثلاثين أي سن العمل والتشغيل . ويرى بشير مصيطفى بنظرته الثاقبة التقديرية ان الجزائر ليس لها خيار آخر غير البحث عن موارد متاحة، خاصة وأن صادرات النفط ناهزت97 بالمائة والجباية النفطية لم تقل عن 60 بالمائة، أما الجباية العادية فحصيلتها اضعف حيث لم تتجاوز حدود سقف 40 بالمائة. وذهب الأستاذ إلى أبعد من ذلك عندما قال أن الجزائر يجب أن تجد موردا بديلا على اعتبار أن حصتها في منظمة الأوبيب مهددة على المدى الطويل مثل أندونسيا التي خرجت من المنظمة بعد أن نضب نفطها، ولأن سعر النفط كما أوضح سيعرف انخفاضا وتراجعا كبيرا ببروز الطاقات المتجددة. واغتنم الفرصة ليدعو إلى ضرورة التفكير لإيجاد موارد جديدة على غرار الزكاة والتي يعول عليها في أن تدفع وتشجع تسارع تدفق الاستثمار . غير أنه لم يخف أن الزكاة وحدها لا تكفي وينبغي إرساء نظام متكامل إلى جانب الزكاة، والمتمثل في إعادة توزيع الدخل والإصلاح الجبائي والبنكي وإعادة النظر في التوجهات الكبرى، وتوقع في سياق متصل أن تتحول الزكاة إلى آلية لدر الموارد المالية. وحاول الخبير مطولا الترويج للسوق أو المعيشة المبنية على الزكاة، معتبرا أن للمجتمع المدني دورا محسوسا في هذه العملية. وخلص إلى القول أن ما ينقصنا في الوقت الراهن العرض العلمي والمتمثل في الإقناع عن طريق الخروج من الفقه الإسلامي من الدائرة التاريخية إلى دائرة الفعالية، على اعتبار أن لا أحد سيرفض الفعالية وأعطى أمثلة على ذلك بفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية والتي تبنت نظام الزكاة كنموذج تجريبي . ومن جهته عدة فلاحي، المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، كشف عن حصيلة صندوق الزكاة حيث أكد أنه خلال سنة 2003 سجل نحو 21 ألف مستفيد أما خلال سنة 2010 قفز العدد إلى سقف 150 ألف مستفيد من المعوزين حيث تضاعف العدد عدة مرات. وقال عدة فلاحي أنه من الإيجابيات التي جاء بها الصندوق القروض الحسنة لتمويل المشاريع، حيث ذكر انطلاقها مطلع سنة 2004 بنحو 256 مشروع ليقفز في سنة 2010 العدد إلى ما يفوق 3000 مشروع في عدة مجالات على غرار قطاع الميكانيك والأشغال العمومية والصناعة والفلاحة والصيد البحري والإعلام الآلي والتكنولوجيا والخدمات.