أكد الأستاذ المختص في علم النفس الاجتماعي سليمان مظهر أن المجتمع يمارس العنف الاجتماعي ويعتبر ضحية له في نفس الوقت. وقال الأستاذ بان السلوكات غير السوية التي نتضايق منها في كل ثانية نتيجة التواطؤ الذي نمارسه بالسكوت. وربط المتحدث انتشار واتساع رقعة هذه الظاهرة السلبية بعرقلة تجسيد التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سياسة اجتماعية واضحة تترك المجال لهذه السلوكات السلبية التي تحل بالفرد والجماعة. وأضاف المتحدث في مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية أن العنصرية والفردانية الضيقة وانعدام الأمن واستئصال التحولات الاجتماعية وتخريب المدينة وغياب تسيير الحياة الاجتماعية وانتشار التخلف كلها من نتائج انتشار العنف. ويظهر أن انعدام برنامج اجتماعي واضح منذ الاستقلال زاد في تدهور الأوضاع في بلادنا حيث تنعدم سلوكات التحضر والتمدن والعصرنة التي يتبجح بها الجميع في الخطب بينما نجد في الواقع سلوكات مناقضة عنيفة ولا يخول أي مكان من هذه السلوكات المشينة. وضرب منشط الندوة الفكرية مثلا بالرصيف الذي نعيثوا فيه فسادا من خلال احتلاله من التجار غير الشرعيين وتوقيف السيارات بينما يعكس في الغرب المستوى الراقي للحياة الاجتماعية والحرية في المشي وأخذ الوقت في التمتع بكل ما هو ابداع وترفيه. وأشار إلى العنف الممارس ضد المرأة في المجتمع من خلال النظرات العنيفة والكلام البذيء الذي يوجهه الرجال لها. كما أن حديث الجزائريين لا يخلو من الفاظ العنف حول كل المواضيع. وشرح واقع الأسر الجزائرية والظواهر المشينة التي تظهر كل يوم ما يعكس الواقع الصعب الذي نعيشه. ووقف الباحث مطولا عند الحساسية الموجودة لدى الجزائريين من الرفاهية الفردية. وقال في هذا المقام: «فعند تحسن أوضاع فرد ما يصبح عرضة للمضايقات والاستفزازات في سلوك يؤكد تدهور القيم وترسخ العنف حتى داخل الفكر وكل هذا في مجتمع يدين بالإسلام. وربما هو ما يجعل القلق والاضطراب ينتشر ويزداد توسعا فالكل يفكر عكس ما يعتقد به وهو ما زاد من حدة العنف». وواصل المتحدث قائلا: «الكل يعرف أن الحسد والبغض وعدم حب الخير للناس يتسبب في مآسي انسانية كبيرة ورغم ذلك تجدنا نتوجه نحوه». وأعاب في سياق آخر على غياب الاهتمام بالواقع الجزائري وعدم فتح المجالات العلمية اللازمة لدراسة مختلف زوايا العنف التي تهدد المجتمع بالزوال والفوضى.