تحولت التأبينية التي بادر بها مجموعة من الصحفيين من مختلف الوسائل الاعلامية امس على روح الفقيد بطاش عبد الرحمان الصحفي بجريدة “ لوسوار دالجيري “ الى الحديث عن المشاكل التي يعاني منها المنتسبون الى مهنة المتاعب من الصحفيين والتقنيين ، حيث عرج المتدخلون في كلمات التأبين على اهم نقطة وهي الامراض المزمنة في العمل وأثناء تأدية المهنة التي تحصد الارواح كل يوم ، في ظل صمت كبير، لم يجد له اصحاب الشأن اي تفسير. ترحم الزملاء من مختلف الوسائل الاعلامية على روح الفقيد يوسف ،ذكروا خصاله وسيرته وتوقفوا كثيرا عند بطاش الانسان الرجل الذي انتسب للمهنة حبا فيها، كمهني متمرس، يدرك معنى المهام النبيلة ، وماهية الاحترافية، فكان يختار زاوية النقاش دون المساس بأخلاق المهنة، يحترم الرأي ، ويتوقف عندما يشعر ان الطرف الاخر قد وصل الى حدود التشبع بالفكرة، وخاصة في تلك القضايا المصيرية السياسية والاجتماعية التي لازمها من بابها الواسع. تحدث بعض الزملاء من يوميات متعددة عن الخطوات الكبيرة التي قام بها الفقيد في جلسات ماراطونية مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين ، سعيا منه لإدراج مهنة الصحافة ضمن قائمة المهن الشاقة ، ووصل الملف الى درجات مهمة من التقدم والإثراء ، نتيجة المسعى الذي خطه الفقيد رفقة الزملاء من الفرع النقابي وسعيهم المستمر لإدراج هذه المهنة في قائمة المهن الشاقة ، مع تخصيص منحة يطلق عليها “منحة الاشغال الشاقة” تدرج في الراتب على اساس تغطية نفقات ومرافقة العلاج و محاربة الامراض ، النفسية المصحوبة بأعراض القلق والأرق العملي والنفسي ، ناهيك عن الامراض الصامتة القاتلة ، مثل الضغط الدموي ، السكري ، البروستات ، سرطان القولون ، السكتة القلبية ، هذه الاخيرة عجلت بأرواح العديد من الصحفيين وهم في سن العطاء والشباب. في السياق ذاته رأى المتدخلون انه من الواجب اليوم طرح هذه القضية والدفاع عنها لأنها متعلقة بمهنة الصحافة، حيث هذه الامراض التي تجاور الكثير من الاعلاميين دون اخبارهم لتعجل في الاخير برحيلهم في صمت.