أعطى محمد الطاهر شعلال المدير العام لوكالة دعم تشغيل الشباب (أنساج) حصيلة النشاط منذ دخول الآليات الجديدة حيز التنفيذ داعيا أصحاب المشاريع المصغرة إلى تدقيق حساباتهم واختيار ما هو انسب للاستثمار دون القبول بأي شيء. وقال محمد الطاهر الذي عين مؤخرا في هذا المنصب وهو صاحب تجربة يحسب لها الحساب أن الشباب يتجاوب بشكل مكثف مع التدابير الجديدة التي تمنح تحفيزات لانجاز المشاريع إلى ابعد مدى إلى درجة أصبحت فيها مساهمة المعنيين لا تتعدى نسبة 1 في المائة دون نسيان التسهيلات الأخرى. ومنها دفع أصحاب المشاريع المستحقات البنكية بصفة حاسمة خلال العام الخامس من شروع المؤسسات المصغرة في العمل والإنتاج. وحسب المتحدث في حصة (ضيف التحرير للقناة الإذاعية ال3)، فإن (لانساج) تولت تمويل 3 آلاف ملف منذ 2 جانفي الماضي في مجالات متعددة الأنشطة والاختصاص. وتولت البنوك العمومية قبول 25 ألف مشروع يتوفر على مقومات النجاعة ويحمل فرص التجسيد لخلق الثروة والقيمة المضافة والعمل. ويقدر عدد المشاريع المصغرة عموما منذ بداية العام الجاري ب 60 ألف ملف، وكلها تثبت اهتمام الشباب لا سيما حاملي الشهادات الجامعية والمدارس العليا ومراكز التكوين بالسياسة الوطنية للتشغيل التي يعول عليها في محاربة البطالة المولدة لكل أشكال التطرف واليأس والسقوط الحر في خطاب تجار الأزمة الذين يضربون على وتر الشباب الحساس، ويوظفونه ورقة ضغط من اجل تهويل الأشياء وتضخيمها بترديد العبارة المألوفة (كل ليس على ما يرام). ويراهن على 50 ألف مشروع ممول بالقرض المصغر في ظرف سنة. وهي تمويلات متقاسمة النسب بين وكالة دعم التشغيل وصندوق التامين على البطالة والبنوك العمومية الخمسة التي وقعت اتفاقية معها في هذا المقام لمرافقة أصحاب المشاريع في الميدان. وعن القطاعات التي تحظى بالعناية من المشاريع المصغرة، ذكر محمد الطاهر شعلال أنها تشمل مجالات متعددة لم تبلغ درجة التشبع. وتدور حول مهن البناء والأشغال العمومية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. وهي مجالات تعرف ندرة كبيرة في اليد العاملة المؤهلة وتعطل الانجازات. وتحدث محمد الطاهر شعلال عن مشاريع توجه إليها الاستثمارات والتمويل منها ما تعلق بالمكاتب الطبية الجماعية للعلاج التي تحمل قيمة وعناية باعتبارها تلبي خدمات اجتماعية ملحة. وتجيب على انشغالات مواطنين في التكفل الصحي دون تركهم يجرون وراء مصالح استشفائية لتلقي علاجا كان من الممكن أن تتولاه العيادات الجوارية. وهناك مجالات أخرى مفتوحة للشباب تشجعها آليات التشغيل منها الخدمات الفندقية والسياحية التي يتعاظم دورها في هذا الظرف والتحول الذي يروج فيه بلا انقطاع إلى المقصد الجزائري. وحول مدى قوة المشاريع المصغرة في التنافسية وفرض الوجود في محيط مفتوح على العلامات الكبرى ومؤسسات من الوزن الثقيل، اعترف المتحدث بان الكثير من الوحدات نجحت في تخطي هذا التحدي. وشرعت في الإنتاج وخلق الثروة. وان القلة القليلة فقط فشلت في كسب الرهان ونسبتها لا تتعدى 4 في المائة. وهناك عامل آخر يحسب للمشاريع المصغرة المنجزة في حقب سابقة. وهي أن اغلبها تحول إلى مؤسسات صغيرة ومتوسطة توظف أزيد من 50 عاملا. ويقدر عدد المؤسسات التي بلغت هذه العتبة 6 آلاف وحدة تنشط في قطاع البناء والتعمير والأشغال العمومية. وتعد هذه المؤسسات مرجعية لمشاريع الشباب الذين يسابقون الزمن لانجاز وحدات تتنافس وتحتل موقعا في خارطة الأعمال والاستثمار.