رافع رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي مطولا لنظام ال«آل.آم.دي» الذي كان سبب الاحتجاج الذي دخل فيه الطلبة خلال الشهر المنقضي، مؤكدا بأن الجزائر البلد الوحيد الذي عمد إلى تطبيقه على أساس خيار الطالب بصفة تدريجية ومرافقتها بالاستشارة والتقييم، وأعاد الفضل في احتلال جامعة هواري بومدين المرتبة 1399 من مجموع 30 ألف جامعة بعدما كانت غائبة تماما في التصنيف الدولي، وإلى ذلك تم إحصاء 13 جامعة جزائرية من مجموع 25 جامعة الأولى على الصعيد المغاربي. شدد المسؤول الأول على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في كلمة ألقاها لدى إشرافه أمس على أشغال الندوة الوطنية لمدراء المؤسسات الجامعية بمشاركة نواب المدراء المكلفين بالبيداغوجية والدراسات بجامعة هواري بومدين على ضرورة الحفاظ على «العلم والمعرفة» على اعتبار أنها رصيد مقدس، داعيا الطلبة إلى عدم تركه عرضة للنزوات الفردية والحسابات الشخصية والنزاعات سياسية. وأبدى ذات المسؤول الذي دعا إلى ضرورة التحلي بالجدية وبروح المسؤولية للنهوض بالجامعة الجزائرية، تأسفه لملاحظة نسبها للطلبة الذين احتجوا خلال النقاش على إلغاء الشهادات وتعويضها بشهادة مثقف لافتا انتباههم إلى أن هذه الكلمة تحمل دلالات كبيرة وأن حاملو الشهادات الجامعية ليسوا بالضرورة مثقفين، أما بالنسبة لما ينتظره الطلبة من الوصاية أوضح حراوبية «ما ينتظر منا ليس تقديم خدمة آنية لأنفسنا وإنما ينتظر منا أن نعبد الطريق للأجيال المقبلة لأن العلم والمعرفة رصيد مقدس». واعتبر الوزير الوصي لقاء أمس بمثابة محطة هامة من محطات الرزنامة المسطرة منذ حوالي شهر لفتح نقاش معمق وواسع ومسؤول حول قضايا بيداغوجية وجوهرية تتعلق أساسا بمسارات التعليم في النظامين الكلاسيكي والجديد بهدف التوصل إلى صياغة المقترحات التي تمهد لأرضية تعد على أساسها مشاريع نصوص تنظم مسارات الدراسة في التعليم العالي، ذلك أن بناء صرح جامعي بات ضرورة شرط أن يتم بعيدا عن محاولة تحقيق مكاسب فردية أو مؤسساتية نفعية. وذكر حراوبية في سياق متصل بالإصلاحات المعتمدة والتي دخلت حيز التنفيذ ابتداء من السنة الجامعية 2004 / 2005 باعتماد مقاربة تدريجية وتشاركية تستند إلى مبدأ الانخراط الطوعي والاختياري للمؤسسات الجامعية في النظام الجديد (ليسانس، ماستر، دكتوراه) الذي شمل في مرحلة أولى 10 مؤسسات جامعية وتوسع تدريجيا خلال السبع سنوات الأخيرة موازاة مع الإبقاء على النظام الكلاسيكي ووصل إلى مرحلة التعميم مع مطلع السنة الجارية. للإشارة اعتمد حراوبية لغة الأرقام في مرافعته المطولة للنظام الجديد واستنادا إليه فان هذا النظام سمح بعودة الجامعة الجزائرية إلى قائمة تصنيف الجامعات الدولي في تحسن غير مسبوق، حيث احتلت جامعة هواري بومدين المرتبة 1399 من حيث النجاعة العلمية في تصنيف ضم ما لا يقل عن 30 ألف جامعة على الصعيد الدولي مفندا ما أشيع بخصوص تصنيفها في ذيل الترتيب، أما على الصعيد المغاربي فان جامعة قسنطينة تأتي في المرتبة الأولى من بين 25 جامعة الأولى مع العلم أن عدد الجامعات الجزائرية يقدر ب13 من هذا المجموع.