تشارك ولاية تيارت بنسبة 10 بالمائة في الانتاج الوطني بالنسبة للحبوب بشتى أنواعها، حيث تنتج أكثر من 5 ملايين و800 الف قنطار، وهي ولاية فلاحية رعوية بامتياز، كما تعتبر تيارت رائدة في زراعة البقوليات بالجهة الغربية وتقدر المساحة الاجمالية المخصصة لزراعة الحبوب بأكثر من 700 ألف هكتار وهي شعبة استراتيجية. للحديث عن زراعة الحبوب والبقوليات، وهي من أولويات ولاية تيارت من أجل المساهمة في الامن الغذائي، وفي هذا السياق أكدت لنا احدى المهتمات بالشأن الفلاحي والتنموي، السيدة بختة صافو إطار بمديرية المصالح الفلاحية ومكلفة بالاعلام بذات المديرية، أن ولاية تيارت أصبحت رائدة في انتاج الحبوب بشتى انواعه، وأنها اكتسب خبرة في الرفع من الانتاج في كل سنة عندما تتوفر الظروف المناخية للرفع من الانتاج، حيث تم تجميع 3 ملايين و500 ألف قنطار خلال الصائفة الماضية من أصل 5 ملايين و800 ألف قنطار التي تم جنيها. إذا كانت الولاية قد خطت خطوة جبارة حازت من خلالها على المرتبة الاولى في انتاج الحبوب صلب ولين وشعير، وأصبحت الولاية تكفي نفسها وتصدر الى خارج الولاية أجود أنواع الحبوب كالقمح اللين، الذي ينتج بالجهة الجنوبية للولاية كمناطق الرحوية ومشرع الصفا وواد ليلي ومهدية التي تتواجد بها مطاحن للحبوب وهي تصدر اجود انواع الفرينة لصنع الخبر وأنواع الحلويات والكسكسي. ولاية تيارت لم تكتفي بذلك حسب السيدة بختة صافو بل تخطتها الى انتاج البقوليات كالعدس والحمص، وقدرت المساحة المخصصة لذلك ب 12 الف هكتار وتم جني قرابة 80 الف قنطار، وتم تجميع أكثر من 66 ألف قنطار، وأضافت محدثتنا أن البقوليات تستغل بالأراضي البور أي صعبة الزراعة ووعرة التضاريس، وهي سياسة اكتسبها الفلاحون جراء الاحتكاك الدائم بمصلحة الارشاد الفلاحي الذي تشرف عليه السيدة بختة صافو. أما البصل فقد تم جني أكثر من 2 مليون قنطار، يتم تسويقه عبر جميع ولايات الوطن نظرا لجودته العالية خلال الموسم 2017 /2018، وقد ساعدت سياسة السقي التكميلي في وفرة الانتاج في حالة تضاءل سقوط الامطار، زيادة على المرافقة الدائمة مما خلق توازنا واكتفاء بالنسبة للمنتجات المذكورة والتي تؤمن الغذاء في الداخل، وقد أثبتت الاراضي ذات التربة السوداء فعالياتها في وفرة انتاج البقوليات لكون التربة من اخصب الانواع زيادة على الظروف المناخية. اللّحوم الحمراء - تضيف بختة - هي الأخرى تشكّل ثروة كبيرة بالنسبة لولاية تيارت والولايات المجاورة، حيث تمتاز المناطق السهبية مرتعا هاما لتربية المواشي ولا سيما الاغنام، حيث تتوفر ولاية تيارت على أكثر من 2 مليون و400 الف رأس، وهي كافية لتزويد مواطني الولاية وعدة ولايات باللحوم الحمراء، وتعتبر هذه الأخيرة مكسبا ومساهمة كبيرة في تأمين الغذاء لهذه المادة الحيوية، كما تتوفر تيارت على 70 ألف رأس من البقر منها 40 ألف رأس حلوب مما أدى إلى تدعيم الملبنات وتوفير يد عالمة مؤهلة امتصت نسبة معتبرة من البطالة بالنسبة لشباب الأرياف. البطاطا هي الأخرى عرفت انتعاشا كبيرا في السنوات الماضية جراء سياسة الدعم، وتزرع بالمناطق التي تتوفر على مياه باطنية وموارد مائية تسمح بإنتاجها ولا سيما الاراضي المحاذية للسدود كسد الدحموني والمجمعات المائية كمدريسة وسيدي عبد الرحمان والرشايقة، التي أصبحت مقصدا لتجار الجملة وقد تم جني اكثر من 100 ألف قنطار خلال هذه السنة على أرض قدّرت ب 4100 هكتار. بختة صافو استدركت بقولها أن تقوية الحبوب وتطوير برنامج تكثيف البذور أصبح الشغل الشاغل بالنسبة للمشرفين على الفلاحة سواء الحبوب أو غيرها، حيث أصبح الفلاحون يتكونون رفقة أبنائهم عن طريق التكوين بمعاهد الفلاحة، وهي بادرة أثبتت نجاعتها وزادت من الانتاج الذي انعكس على المردود العام ممّا ساهم في الاكتفاء وتأمين الغذاء، كما تمّ تفعيل المجالس المهنية والجمعيات لتحسيس الفلاح بضرورة المساهمة في التأمين الغذائي، حيث تم إنشاء 10 مجالس مهنية مشتركة لمختلف الشعب الفلاحية. وخلاصة القول تضيف السيدة بختة صافو أن الامن الغذائي يكمن في تحسيس الفلاح بضرورة تكثيف الانتاج، واتباع الطرق العلمية المضمونة مع استعمال الالات الحديثة لزيادة الانتاج، وعلى المواطن أن يشجّع البضائع والمنتجات المحلية باقتنائها واستهلاكها لكونها سليمة ومضمونة.