تراجع بشكل كبير وملفت، إنتاج البقوليات في ولاية تيارت، خاصة مادة العدس، خلال موسم الحصاد الذي شرع فيه فلاحو مناطق مشرع الصف، الرحوية والجيلالي بن عمار بولاية تيارت، وهي المناطق التي خصصت لها مساحة إجمالية قدرت ب 12 ألف هكتار، حيث تم إلى حد الآن حصاد 7749 هكتارا، وجني 58 ألف قنطار من العدس، بمردود "ضعيف نوعا ما"، إذ وصل مردود الهكتار الواحد إلى 8 قناطير. هذه النسبة وصفها أهل الاختصاص بالضعيفة، مقارنة بما كان معول عليه من قبل الفلاحين والمصالح الفلاحية المختصة. وعن أسباب تراجع الإنتاج، فإن عددا من الفلاحين الذين تحدثت إليهم جريدة "المساء" في الموضوع، أكدوا جميعهم أن كميات الأمطار الكبيرة التي تهاطلت على ولاية تيارت خلال مارس وأفريل وماي، خاصة شهر ماي المنصرم، وبكميات كبيرة، ساهمت مباشرة في تعفن مساحات شاسعة من حقول العدس التي بقيت لعدة أسابيع مبللة بالمياه، الشيء الذي لم يساعدها على النمو، بالتالي إتلافها واستحالة حصدها، وهو ما أثر مباشرة في إنتاج العدس، الذي كانت المصالح الفلاحية المختصة تعول عليه كثيرا لرفع مخزونه هذا الموسم، مقارنة مع السنوات الماضية. إذ كانت المساحة المزروعة بالعدس لا تتجاوز نسبة الأربع هكتارات بكل أقاليم الولاية، ومع اعتماد السياسة الجدية للدولة في تنويع الإنتاج وعدم الاعتماد على الحبوب فقط، باشر عشرات الفلاحين في المواسم الثلاثة الماضية، إلى توسيع مساحات زراعة البقوليات، خاصة العدس الذي يعتبر غير مكلف كثيرا ويجني الفلاح منه فوائد كبيرة ماليا، بحيث أن سعر القنطار يباع لدى ديوان الحبوب والخضر الجافة بثمانية آلاف دينار للقنطار الواحد، خلافا للقمح الذي يباع ب4500 دج، الشيء الذي شجع الفلاحين بمناطق مشرع الصفا، الرحوية وجيلالي بن عمار إلى الاعتماد على زراعته واتساع رقعته. علما أن إنتاج العدس في بعض المرات يتم حصده على مرتين خلال الموسم الواحد، وليست فيه متاعب كبيرة. ❊ن.خيالي