اختتمت أمس أشغال الجمعية العامة الثانية لآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال الشرطة «أفريبول»، المنعقدة أشغالها بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، بتأكيد المشاركين على الدور المحوري الذي باتت تلعبه هذه اللبنة في مجابهة مختلف التهديدات التي تواجه القارة السمراء، حريصين على أهمية تعزيزها ومنحها كل الإمكانيات الضرورية لتفعيل عملها أكثر من اجل توسيع رقعة تبادل المعلومات وضمان التنسيق المحكم فيما بينها، لينبثق عن الاجتماع 17 محورا. في كلمة ختامية، قرأها نيابة عنه عميد أول للشرطة عباد بن يمينة رئيس مكتب التعاون الدولي بالمديرية العامة للأمن الوطني، أكّد رئيس الجمعية العامة لآلية افريبول العقيد مصطفى الهبيري أنّ آلية «افريبول» تشكّل أرضية تعاون مثالية تمكّن دولنا الإفريقية من تعزيز التنسيق بينها وكذا بين هيئاتها الشرطية ضمن ما يمكن تسميته تحالفا استراتيجيا ضد كل أشكال الجريمة وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تهدد استقرار وأمن شعوبنا. وأفاد العقيد الهبيري أنّ تحقيق الأمن الإفريقي المشترك الذي تنشده الشعوب الإفريقية، يتطلب إيلاء الأهمية اللازمة لأجهزة الشرطة في الدول الإفريقية، من خلال خطط محكمة منسقة، زيادة فعالياتها وجاهزيتها لمواكبة التحولات الداخلية والخارجية ومختلف التهديدات الأمنية وعلى رأسها الإرهاب والتعامل معها بكل احترافية، بعيدا عن كل التدخلات الأخرى. وأوضح العقيد الهبيري أن «أفريبول» تعمل على تقريب وجهات النظر بين رؤساء الشرطة في مجال تقييم التهديدات وتحديد السياسات وتعزيز القدرات المؤسساتية الشرطية في ميدان التكوين والشرطة العلمية، وإدارة أجهزة الشرطة التي تقوم على إحترام حقوق الإنسان والعدل والمساواة وكذا تبادل الممارسات السليمة. وفي ندوة صحفية عقدت على هامش اختتام أشغال الدورة الثانية برئاسة مفوض الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي ومدير الشرطة لدولة زامبيا رئيس الجلسات وممثل الأمن الوطني الجزائري عميد أول للشرطة عباد بن يمينة رئيس مكتب التعاون الدولي، أشادوا بالتقدم الملموس الذي عرفته الآلية منذ تفعيلها حيث تلعب دورا محوريا في ظل التحولات العميقة والتحديات الأمنية الكبيرة التي تشهدها القارة الإفريقية، والتي تقتضي مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة الشرطة لمختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات لتوفير الأمن والسكينة للمواطن وأجواء الاستقرار الضرورية لتحقيق برامج التنمية في البلدان القارة السمراء. مفوض الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، وفي مداخلته أبرز أهم التوصيات التي انبثقت عن هذا الاجتماع الذي اعتبره بالناجح، حيث تمكّن خلاله مختلف المشاركين من إعطاء تصورات مستقبلية من شأنها أن تدعم هذه الآلية أكثر بما يجعلها أداة أمنية فعالة في مجابهة مختلف التهديدات تم محورتها في 17 بندا. ليشكل محور تعزيز التعاون أهم توصيات 17 التي خرج بها الاجتماع من خلال خلق جسور تعاون مع المنظمات الشرطية الأخرى على غرار الأنتربول ومنظمات أخرى من أمريكا وآسيا، تحضير اتفاقيات مع كل المنظمات الأمنية لتأسيس علاقات وطيدة فيما بينها، توسيع منظومة الاتصال وتوفير الدعم اللازم لتبادل المعلومات والوثائق. إنشاء 3 فرق للعمل تضطلع بكل من الجريمة المنظمة العابرة للقارات وأخرى للوقاية من الإرهاب ومكافحته، وفرقة ثالثة لتعزيز قدرات قوات الشرطة وتعزيز العنصر النسوي، كما دعا الاجتماع في توصياته إلى تحديد مراكز الشرطة لتوفير دورات متخصصة لموظفي الشرطة وتدعيم العنصر البشري. من جهته أبرز مدير الشرطة لدولة زامبيا في مداخلته، أن هذه الآلية تشكل فضاءً مثاليا ومتينا لإرساء قواعد العمل الجماعي والتضامني بين الدول الإفريقية، خاصة في مكافحة ظاهرة الإرهاب التي تواجهها البلدان الإفريقية وكل بلدان العالم. بدوره ممثل الشرطة الجزائرية عميد أول للشرطة بن يمينة شدّد على أهمية التعاون بشكل أكبر بين الدول الإفريقية أكثر من أي وقت مضى في مجال محاربة الجريمة، من خلال التنسيق المحكم بين مختلف الدول لمجابهة مختلف التهديدات، وهذا من خلال إرساء قواعد العمل الجماعي والتضامني بين الدول الإفريقية بما يسمح بصياغة استراتيجيات مشتركة وتقاسم الرؤية ذاتها في كيفيات التعامل مع الإجرام، وبالأخص الإرهاب والاتّجار بالمخدرات.