تحتضن الجزائر غدا، بفندق الأوراسي وعلى مدار يومين أشغال الجمعية العامة الثانية لآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال الشرطة «أفريبول»، وذلك بالتنسيق مع لجنة الاتحاد الإفريقي بالتعاون مع المديرية العامة للأمن الوطني بقيادة المدير العام العقيد مصطفى الهبيري. يأتي الاجتماع الثاني لهذه المنظمة في ظل تحولات عميقة وتحديات أمنية تشهدها القارة الإفريقية، تقتضي مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة الشرطة لمختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات لتوفير الأمن والسكينة للمواطن وأجواء الاستقرار الضرورية لتحقيق برامج التنمية في بلدان القارة السمراء. يرتقب أن يعرف الملتقى مشاركة الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية - الأنتربول - وكذا الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب،بحضور قادة الشرطة والأمن لدول القارة السمراء وممثل لجنة السلام والأمن التابعة للاتحاد الإفريقي وخبرائها، المركز الإفريقي للدراسات والبحوث المتعلقة بالإرهاب «CAERT» والشركاء الدوليين، فضلا عن وفود أمنية ذات مستوى رفيع بهدف تعزيز التعامل الشرطي لمجابهة التحديات الأمنية الراهنة. وينتظر أن يناقش الاجتماع الثاني لهذه اللبنة الأمنية، مواضيع ذات الصلة بالعمل الشرطي للقارة السمراء، والسعي لتعزيز سبل التعاون والتنسيق الأنجع ضمن آلية الأفريبول لمجابهة التحديات التي تواجهها المجتمعات الإفريقية والتصدي لكل أشكال الجريمة. كما يتم بالمناسبة تنظيم هذه الدورة التي يشارك فيها مديرو الشرطة الأفارقة ومسؤولو الهيئات الشرطية الدولية والإقليمية، لدراسة سبل «تعزيز التنسيق وقنوات الاتصال، بالإضافة إلى تحديد جملة النقاط التي من شأنها تعيين الأطر العامة للتعاون بين الهيئات الشرطية للدول الأعضاء»، وهذا حسب ما أفادت به المديرية العامة للأمن الوطني في بيان لها تحصلت «الشعب» على نسخة منه. وتسمح الجمعية العامة هذه، بتبادل الآراء والخبرات بشأن مكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة عبر الوطن، بما في ذلك الإرهاب والتطرف العنيف والجرائم الناشئة، وستتفق على الأولويات الإستراتيجية وستقدم توصيات على التعاون الفعال في منع ومكافحة هذه الجرائم. وتعد أفريبول منظمة للتعاون الشرطي الإفريقي، تهدف إلى اعتماد رؤية شاملة تسمح بتحسين فعالية ونجاعة مصالح الشرطة الإفريقية، وتتمثل مهمتها في دعم التعاون الشرطي بين الدول الإفريقية من خلال تبادل المعلومات وتعزيز التنسيق فيما بينها، حيث تتشكل الجمعية العامة من رؤساء الشرطة لدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي وهي الهيئة الفنية والتقنية العليا للأفريبول المكلفة بإدارة شؤون الشرطة في أفريقيا على المستوى الاستراتيجي العملياتي والتكتيكي. وتشكّل آلية أفريبول قيمة مضافة للتعاون الشرطي الإقليمي والدولي، إذ تعد بمثابة حلف استراتيجي قادر على الرد الشرطي الآني لمختلف التهديدات العالمية على غرار ضمان تأمين الحدود ومراقبتها من خلال التعاون والتنسيق الفاعلين، وتبادل المعلومات والمعطيات لمنع تسلل مختلف أنواع الجرائم بما فيها الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والحد من الهجرة السرية، مع الحرص على مواصلة العمل المشترك وتعزيزه أكثر نظرا للخطر الذي تواجهه في ظل انتشار هذه الجرائم.