الإنسان جوهر دفين داخل كل واحد منا يبحث عن ذاته في الآخر الذي لن يكون اقل منه طلبا لهذه الحقيقة التي لا تنكشف إلا ب«العيش معا في سلام”، عيش تتجسد فيه إنسانية تسكن جنبات الروح تنتظر ساعة الانطلاق لتتصور في سلوك جوهره العطاء والتضحية. ولن يستطيع أي شخص العيش في سلام دون الآخر لان السلام لا نشعر به إلا بتلك العلاقات التي تربطنا بالآخر، وما عدا ذلك يغرق في غربة روح تُرهب صاحبها وتُبعده عن جوهره الإنساني وتجعله في حالة من الوحدة والتوحد، حالة نفسية رهيبة لا يعيشها إلا من أدرك معاني الإنسان وتفرده في حاجته إلى الحب لبناء تفاصيل حياته بكل صدق وقوة. ولان الإنسان لا يأنس إلا بغيره ف«العيش” لا بد أن يكون “معًا” ليتمكن من بلوغ مرحلة السلام، ولن يكون هذا السلام ماديا فقط بل داخليا وروحيا ولولا ذلك لما استطاع تحقيق هذا الهدف الذي تتمناه البشرية منذ أول إنسان سكن هذه الأرض،”معًا” شرط أساسي لتحقيق السلام لأنه ركيزة بناء متين ومتماسك لأي مجتمع ولأي دولة. «العيش معا في سلام”،شعار الإنسان عندما يتصالح مع الذات ومع الآخر ولعله الجوهر الذي بنيت على أساسه المصالحة الوطنية التي سارت عبر الأحراش والجبال والمسالك الوعرة لتوقظ داخل كل جزائري قيم التسامح،التعايش والاتفاق والاتحاد حول قصية واحدة هب الجزائر. «معًا”، هوالسر الذي أعاد الروح إلى جسد الأمة ولدت لتكون كلٌ متكامل وأعطاها نفسا جديدا ومتجددا في تحقيق أمل وحلم أراده الصغير والكبير هو”العيش معا في سلام”،شعار كرسه مجتمع بأسره وجلس الجميع على الحصير في مناطقنا النائية يبحثون طريقة إعطاء أنفسهم جرعات الحياة للانطلاق في بناء وطن لا تمزقه الفرقة والدماء. تسكنه قلوب دافئة بعطائها لا تبخل على غيرها بخبز تتذوق لذته عندما تتقاسمه مع من تعرفه ولا تعرفه، المهم بالنسبة لها أنها أدخلت السرور لملمت روحا منكسرة،لا يهم من تكون فالأهم أن تعيش الإنسان داخلها وبأمثالها يعيش المجتمع روابط إنسانية تنعكس على الأسرة والشارع ومكان العمل، فأينما وجد الإنسان داخله حل السلام في زواياه المظلمة ليضيء نورا نرى أثره على وجوه كانت سماتها الأساسية عبوس وألم. «العيش في سلام” هي صرخة الأم من فقد ابنها وآهات الأب من ضياع الابن في نفق الدم والقتل، هي دعوة أخت تبحث عن استجماع قوتها في أسرة متماسكة ومتحابة،هي دعوة حطام قلوب حولتها الآلام إلى فتاة ذرته ريح الوحدة والخوف،هي وصية الأنبياء والصالحين لتكون الأرض سكن الإنسان وجنته.