كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أن العدالة أصدرت قرارا يقضي بعدم شرعية الإضراب الذي يشنه الأطباء المقيمون منذ يوم 28 مارس والذي مس 10 ولايات من الوطن داعيا إياهم إلى التعقل والعودة إلى العمل. وأكد السيد ولد عباس في جلسة علنية أول أمس بمجلس الأمة أن المطلب الرئيسي للأطباء المقيمين المتعلق بإلغاء الخدمة المدنية خارج عن صلاحيات وزارة الصحة، وهو يحتاج إلى قرار سياسي وإجراءات قانونية تتخذها الحكومة. وأشار نفس المتحدث الى أن الخدمة الوطنية التي يطالب المضربون بإلغائها واجب على كل مواطن يكرسه الدستور في مادته السادسة ولا يمكن للوزارة أن تقرره. وعن المطالب الأخرى المرفوعة خلال اجتماع اللجان الثلاث التي تضم ممثلين عن وزارتي الصحة والتعليم العالي ومندوبين عن الأطباء المقيمين للنظر في اقتراحات الحلول الممكنة للمشاكل المطروحة، أوضح الوزير انه تمت الاستجابة لبعض انشغالات هذه الفئة. وقال «ولد عباس» في هذا الشأن أن وزارة الصحة ستقوم بسد بعض النقائص الموجودة في القانون الأساسي للمهنة الصادر سنة 1996 والزيادة في المنح الخاصة بالطبيب المقيم سواء منحة العدوى او الخطر مشيرا أن الى هذه التعويضات متضمنة في الأجور . واعتبر الوزير قرار انسحاب الأطباء المقيمين من هذه اللجان أمر غير منطقي ولا مبرر له داعيا إياهم إلى التعقل والحكمة ومواصلة الحوار مع الوزارة كأفضل حل للمشاكل المطروحة. وفي سياق آخر أعلن ولد عباس عن مخطط قطاعي لمكافحة الأمراض المنتشرة بالأوساط الاستشفائية والتصدي للأدوية المضادة للجراثيم . وكشف عن هذا المشروع الحيوي بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للصحة تحت شعار «كيفية مكافحة مقاومة الجراثيم للأدوية المضادة لها». وقال الوزير موضحا أن هذا المخطط الجديد سيدعم الهياكل الصحية الحالية ويرافق ببرنامج واسع للاتصال وتوجيهات حول الوصف الجيد للأدوية والتطبيق الفعلي لهذه الإجراءات. من جهتها أكدت الوزارة في بيان لها أنها تعمل على وضع شبكة واسعة من المراكز المرجعية عبر القطر لضمان المراقبة الطبية لمقاومة الجراثيم والفطريات والأجسام الدقيقة للأدوية المضادة لها باعتبارها خطرا يهدد صحة البشر. وأشار نفس المصدر أن المركز الوطني المرجعي لميكانيزمات مقاومة المضادات الحيوية التابع لمعهد باستور الجزائري يأتي في مقدمة المؤسسات الوطنية التي أوكلت لها مهمة مراقبة التصدي للمضادات الجرثومية. ويساهم هذا المركز في الكشف عن الحالات المقاومة للمضادات الحيوية لدى الإنسان للتخلص من الأمراض الجرثومية فحسب منظمة الصحة العالمية فان فيروس مقاومة المناعة المكتسبة لمرض «السيدا» قاوم الأدوية لدى 5٪ من المصابين والنسبة مرشحة للارتفاع وذلك في ظل عدم وجود مخابر عالمية تستثمر في إنتاج الأدوية المضادة للفطريات والجراثيم .